تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لأول مرة.. بقايا المحاصيل الزراعية في الرقة تتحول إلى أعلاف

مراسلون
الاثنين 3 /7/2006
محمد جاسم الحميدي

لن تحرق بقايا المحاصيل بعد الآن, ليست هذه حقيقة, ولكنها لم تعد أمنية أيضا, الحقيقة إن محافظة الرقة مازالت تحرق بقايا محاصيلها خاصة في الأراضي المروية على ضفاف نهر الفرات, وذلك لكسب الوقت وزراعة الأرض بالمحاصيل التكثيفية أملا بفائدة أكبر..!

‏‏

كسب الوقت في حرق المحاصيل, يؤدي إلى خسارات أخرى كثيرة ومؤكدة, وإلى أضرار كتبنا عنها سابقا, وفلاحنا يعرف ذلك معرفة جيدة ومن تلك الأضرار القضاء على الكائنات الحية, وتقليل خصوبة التربة, وهدر أعلاف نحن بأمس الحاجة إليها, وتضييع فرص عمل كثيرة.‏‏‏

في حقول محافظة الرقة انتشرت في هذا العام خاصة آلات لكبس التبن الخشن, وأخرى لفرم التبن وتعبئته في أكياس, وإذا كان التبن الخشن يقدم للأبقار والإبل, فإن التبن المفروم يصلح لأنواع الثروة الحيوانية الأخرى من غنم وماعز وذلك بعد إضافة مواد أخرى له وخاصة الشعير.‏‏‏

وقد انتشرت آلات فرم التبن وتعبئته على نطاق أوسع, أما التبن الخشن فظل على نطاق ضيق, ويقوم بهذين النشاطين من يملك الآليات, حيث ينال صاحب الحقل 25% من الإنتاج وينال صاحب الآلةة75% منه. ونعتقد أن الفوائد الأكيدة التي يجنيها الكل ستجعل هذه الطرق منتشرة في أرجاء المحافظة كافة, وإن حرق المحاصيل حتى في مناطق الزراعات التكثيفية سيتراجع إلى أن ينتهي قريبا.. والآلة التي تحقق هذه النتائج لايتجاوز ثمنها 900 ألف ليرة سورية.‏‏‏

البحوث الزراعية في الرقة كانت سباقة لوضع الأمور في نصابها, لتقدم للفلاحين طرائق أخرى للاستفادة من بقايا المحاصيل, دون أن تفوتهم المحاصيل التكثيفية, ففي محطة بحوث بئر الهشم قامت بتجاربها الأولى لكبس التبن الخشن كعلف للأبقار والإبل الموجودة في محطات البحوث التابعة لها, وعملت في حقول الفلاحين أيضا في هذا المجال.. كما قامت من خلال آلة فرم التبن وتعبئته بالعمل في حقول الفلاحين, ولم يعد يقتصر الأمر عليها بعد أن انتشرت هذه الآلة في حقول المحافظة بحيث تعمل الآليات بحصة تصل إلى 75% لها, والباقي للفلاح صاحب الحقل.‏‏‏

وهنا قصرت البحوث الزراعية عملها على القيام بتجارب, في حقول الفلاحين أيضا, لانتاج مواد علفية جاهزة, عالية في قيمتها الغذائية, ورخيصة في التكلفة.‏‏‏

وتقوم تجاربها حاليا على تصنيع: سيلاج تفل الشوندر, إذ توضع طبقات التفل والتبن في حفر مفروشة بالنايلون, ثم تضاف مادة المولاس, كما تضاف مواد أخرى كالشعير والكسبة, ثم تغلف الخلطة بالنايلون وتضغط للحصول على التخمير اللازم, فتخزن من 2 إلى 3 أشهر, ثم تقدم بشكل تدرجي للثروة الحيوانية, وتكلفتها أقل من أي مادة علفية أخرى في الأسواق, إذ لاتتجاوز تكلفة الكغ الواحد 2 ليرة سورية.‏‏‏

كما تقوم بتجارب لمعالجة الأتبان بمحلول اليوريا, ثم تقوم بضغطها وتغليفها بالنايلون, وإغلاقها لمدة شهر شتاء و 15 يوما صيفا تفتح الأعلاف وتقدم جاهزة.‏‏‏

إن هذه التجارب قائمة على بقايا المحاصيل المتوفرة بكثرة في الرقة كتفل الشوندر والمولاس والتبن الذي كان يحرق سابقا في حقول القمح والشعير... فهل تنتشر هذه الصناعات البسيطة, وهل توفر فرص عمل جديدة, وتساهم في توفير الأعلاف الغنية بالقيمة الغذائية للثروة الحيوانية..?!‏‏‏

تعليقات الزوار

عبد العظيم على _من السودان |  omer.abdelazimali@gmail.com | 29/08/2010 12:11

نشكركم على هذا الجهد المجو مدى ببعض صور هذه الالة ان امكنز

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية