ومحافظ حمص- الذي اضطر للسفر خارج المحافظة- يمكن الوقوف عند عدد من الملاحظات التي اعتقدها هامة وتلمس جوهر التقصير في فهمنا لمسألة السياحة والترويج الراقي لجمال بلدنا الأحلى بكل المقاييس:
صباح يوم الخميس 15 حزيران الماضي وصل بولمان يحمل على متنه عددا من الإعلاميين فاستوقفته شرطة المرور عند دوار تدمر- في مدخل حمص الجنوبي- لأكثر من 20 دقيقة- كما قال الزملاء- لأن دخول البولمان عبر شوارع المدينة ممنوع ولا اعتراض لدينا, ولكن المفترض أن المعنيين في المحافظة على علم بهذه الزيارة فلماذا حصل ذلك? نتساءل رغم اعتذار السيد نائب المحافظ الذي علم بالزيارة قبل 10 دقائق فقط من وصول الوفد إلى مبنى المحافظة!
في جامعة البعث وفي كلية الهندسة المعمارية لاحظنا بعض التقصير في بروتوكولات الاستقبال ليس لأعضاء الوفد بل للسيد أحمد أرسلان المستشار الثقافي التركي الذي رافقنا في هذه الجولة, لكن الحديث- وللأمانة- عن الجامعة بشكل عام كان جيدا, وقد أغناه الزملاء بأسئلتهم ومداخلاتهم.
اللقاء مع السيد نائب المحافظ والسيدة عضو المكتب التنفيذي لقطاع السياحة يمكن تلخيصه بأن لسان حالهما يكاد يقول: من أين جاء هؤلاء الآن!? هذا مع التأكيد على الحفاوة التي قوبلنا بها, لكن الحديث لم يتجاوز حدود التنظير في مسألة السياحة في المحافظة , والاعتراف بالتقصير ليس من باب التشاؤم ولكن من أجل الحض على المزيد من العمل خلال النقاش حول دور القطاع الخاص في العملية السياحية كان من الواضح أن التواصل شبه مفقود بين القطاع الخاص والجهات الحكومية فقد أكد صاحب أحد المنشآت السياحية أنهم لا يعلمون شيئا عن خطة المحافظة حول المهرجانات التي تنوي رعايتها.
وصاحب منشأة سياحية أخرى قال: إن تجربته بدأت بما يشبه المغامرة فالطرقات لم تكن كما هي عليه الآن والبلدة غير معروفة سياحيا ومع ذلك تابعت العمل ووسعت المنشأة عاما بعد عام وحققت نجاحا جيدا ,حول الموسم السياحي في حمص وفورة المهرجانات في فترة تمتد من 15 تموز حتى 15 آب أكد أن كل هذا الترويج الذي تقوم به المحافظة لا نحتاجه عمليا في هذه الفترة بالتحديد فهي فترة أعياد في وادي النضارة وعودة المغتربين, وكنا نتمنى أن يتم الترويج قبل هذه الفترة أو بعدها.
علق أحد الزملاء في جريدة العروبة, أنه كان الوحيد الذي قام بتغطية مهرجان قلعة الحصن العام الماضي, ليست هذه النقطة التي أود الوقوف عندها رغم عدم دقتها, بل كيف عومل الصحفيون أبناء حمص الذين اختيروا لتغطية الحدث, إن من استقدمتهم المحافظة من خارج حمص ومن غير الصحف الرسمية المحلية تم الحجز لهم في أفضل فندق في المدينة وعوملوا معاملة النبلاء, أما نحن ( 6-7) صحفيين) كان علينا التوضيح والتفسير كلما حاولنا دخول منطقة المسرح حيث تقام الفعاليات, واستثنينا من بطاقات حضور الحفلات الفنية, فهل كنا المقصرين?! ثمة قول يتداوله الجميع في مثل هذه المناسبة بأن مزمار الحي لايطرب, أما إن كتبنا مالا يسر خاطر بعض المعنيين, فسوف تتوالى الاستفسارات عن الانتماء والأصدقاء ومصدر المعلومات..?! ياسادة إن بوصلة الصحفي تتحرك دوما باتجاه هموم المواطن ومواطن الخلل أو التقصير وهو واجب مقدس بكل ما تحمله الكلمة من معنى.