وبمناسبة إنهاء ترميمه أقامت المديرية العامة للآثار والمتاحف وبرعاية وزارة الثقافة احتفالاً لافتتاح تمثال «أسد اللات» التدمري والذي سبق أن حطمته داعش الإرهابية أثناء احتلالها لمدينة تدمر.
وعن أهمية هذا التمثال بين محمود حمود مدير الآثار والمتاحف أن تمثال أسد اللات يعد من أهم المنحوتات في بلاد الشام التي تعود إلى العصور الكلاسيكية، العصر الروماني القرن الثاني للميلاد، واللات هي آلهة السماء العربية، وكان المعبد في تدمر قد بني في القرن الأول للميلاد وجدد في القرن الثاني.
وأضاف: يمثل أسد اللات وبين ذراعيه غزال في إشارة للرحمة والتسامح والحماية، وكان يحمي المكان وهو رسول اللات إلى البشر في نقوش وجدت تؤكد على ثقافة التسامح والسلام التي طالما تمتع بها شعبنا.
واكتشفته البعثة البولونية في العام 1977 ورمم مرات عديدة وآخرها كان بعد تدمير داعش لها، وبعد انتصارات الجيش العربي السوري استطاعت المديرية العامة للآثار نقل هذا التمثال الضخم إلى المتحف الوطني بدمشق بمساعدة الخبراء المحليين، ويبلغ وزنه 15 طنا، وارتفاعه ثلاثة أمتار، وتم ترميمه وهو الآن يستقبل زواره معلنا بشائر النصر وإعادة الإعمار.
ويرى نذير عوض مدير شؤون المتاحف أن إعادة هذا التمثال إلى الحياة من جديد هو رسالة مهمة على أكثر من صعيد، لأن المديرية العامة للآثاروالمتاحف وبالتعاون مع مؤسسات الدولة ودعم وزارة الثقافة ماضية في عملها في إطار الترميم.
وتمثال أسد اللات تحفة فريدة من مدينة تدمر، تم ترميمه بالتعاون مع الجانب البولوني ومنظمة اليونيسكو التي وفرت الدعم اللازم لترميمه ووضعه في المتحف، والعمل جبار وهو باكورة الأعمال لتتبعها أعمال أخرى لأننا سنتابع عمليات الترميم للحفاظ على التراث السوري وحفظه وصيانته.
وأوضح مدير شؤون المتاحف أن هذه القطعة بالذات لها دلالات رمزية، فهي تدعو للسلام ورسالة مكتوبة على الطرف الأيسر تقول:« مبارك كل من لم يسفك الدماء في حرم المعبد».
وتحدث الخبير البولندي بارتوش ماركوفيسكي المشرف على مشروع ترميم تمثال أسد اللات عن العلاقة القديمة التي تربط البعثة البولندية بمدينة تدمر مبينا خصوصية هذا التمثال، وأنه تم استخدام العديد من المواد التي لاتؤثر فيه وتحافظ على قيمته الأثرية، ولحسن الحظ أن القطع المتطايرة منه تم جمعها وإعادة ترميمها رغم حجم الضرر الكبير الذي طال التمثال نتيجة تعرضه للتدمير بآلات ثقيلة.