تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مبارك..لمضيء القناديل الزرق

ملحق ثقافي
الثلاثاء20 /12/2005
نضــــــال حمــــارنة

جميل أن يكرم الكاتب المبدع وهو مازال قادراً على العطاء خاصة عندما تكون الجائزة تخصصية (جائزة الرواية العربية).

.لروائي سوري نحتفي به ونفرح معه الكاتب حنا مينه المغادر انطاكية طفلاً إلى اللاذقية التي من خلالها أطلعنا في رواياته على تاريخ سورية الممتد من بدايات القرن العشرين أواخر الحكم العثماني-الاحتلال الفرنسي-ومرحلة الاستقلال، أراد حنا مينه أن يؤرخ لحياة الناس البسطاء بالأدب فانتمى في كتاباته إلى المدرسة الواقعية والتي تحمل ايديولوجيا واضحة في نسقها العام للمروي له وللمروي عنه..اعتمد كذلك بنية الشكل الروائي الكلاسيكي فيما يخص إمكانية السرد ومحتواه. واختار الأسلوب التوصيفي الدقيق لشخصياته كذلك أفاض في نقل صورة الأمكنة وطقوسها كما هي لدرجة أننا نقرأ انطباعاته التصويرية الخاصة عن البيئة التي كتب عنها-البحر-بشطوطه ومرافئه..عماله..جدعانه..ونسائه..قاع الموانىء بناسه، هؤلاء المتمردون على قيم وأخلاقيات المجتمع على طريقتهم الخاصة..المعذبون..المتعبون..المنفلتون من عقال التقاليد السائدة كي تستمر الحياة..أو كي تصبح حياتهم محتملة بظروفها القاسية الصعبة..الاستغلال..الجوع..عدم الأمان..عنف البحر وعنف حيتان الميناء عنف التغيرات الاجتماعية والسياسية في ظل الاحتلال الفرنسي وبداية عهد الاستقلال الوليد، كل هذه الظواهر رصدها في ابداعاته من خلال شخصيات بسيطة وطيبة في دواخلها لكن مؤهلاتها وخبراتها لم تنضج كما يجب بحيث تستوعب المتغيرات من حولها..ترى الدنيا من منظارين -الخير والشر- فيظهر في حياتها البطل الايجابي المثالي القادر على اخفاء تناقضاته الخاصة مُصّدراً عنها تناقضات المجتمع من أجل الهدف الأسمى الكفاح من أجل التغيير، من أجل حياة أكثر عدالة..كما يراها البطل..الراوي..والروائي في نفس الوقت كتب حنا مينه ترجمت للغات العالم الأكثر انتشاراً وهو من أكثرهم شهرة بعد نجيب محفوظ ويملك رصيداً مرموقاً في سوق الكتاب الروائي. ساهم حنا مينه في تأسيس رابطة الكتاب السوريين عام 1591 وكان من المبادرين لعقد أول مؤتمر أدبي عربي في ايلول 5491 تحولت فيه رابطة الكتاب السوريين إلى رابطة الكتاب العرب وضمت بين جنباتها حسين مروة-مارون عبود-عبد الوهاب البياتي، يوسف إدريس...إلخ حنا مينه من المثقفين الذين يملكون يداً تشبه سحابة المطر..لاينسى أصدقاءه ورفاق دربه..يودهم دون ضجيج أو إعلان..بابه مفتوح لطلاب الدراسات العليا الذين يطلبون مساعدته يمدهم بالمواد والوثائق ويفتح صدره لهم بصبر وهدوء..هنيئاً لك ولنا بالجائزة ياصاحب القلم المعطاء ومضيء القناديل الزرق.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية