تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مهرجان الرقة للرواية العربية تداخــــل القـــصة والمقــــالة في أدب العجــــيلي

ملحق ثقافي
الثلاثاء20 /12/2005
أحمــــــد الخليــــــل

تحت شعار (العجيلي أيقونة الرقة) أقامت مديرية الثقافة في مدينة الرقة (شمال شرق سورية) مهرجان العجيلي الأول للرواية العربية

من(4) حتى(7) كانون الأول (2005) تضمن المهرجان عدة محاور تناولت أدب العجيلي والأدب السوري والأدب النسوي وأدب الشباب ... أجملهن ! يخصص الدكتور صلاح فضل (مصر) مداخلته لرواية العجيلي الأخيرة أجملهن (يفاجئنا هذا الشيخ الجميل وقد تجاوز الثمانين من عمره برواية فاتنة (أجملهن) تغمر قراءها بعنفوان تجربتها الشابة وما يتوهج فيها من عشق للجمال وسحر الأنوثة وحرية الحب، إلى جانب الخبرة العالية بفنون الموسيقى والنحت والآثار والطبيعة) ويعتبر فضل أن أجملهن لا تنتمي إلى مجرد أدب الرحلات المألوف بل تنفذ إلى أسفار القلب وفتوحات الروح في فلسفتها الرائعة عن الدين والحب والجنس والشرق والغرب. ابن الرقة الروائي السوري وليد إخلاصي قدم شهادة إنسانية ووجدانية بعبد السلام العجيلي (..أشهد أن بلدا كالرقة تستحق أن يكون لها العجيلي ابنا ورمزا...لقد خرج العجيلي من عمق الصحراء نقيا كذرات الرمل فيها وقد تحولت إلى تربة أزهر العلم في طياتها ليصبح طبيبا يداوي الجراح والألم. وما لبثت روحه أن تفتقت عن حكواتي قدره أن يشهد على عصره، كما أن اهتمامه بالآخرين تفجر ليمارس السياسة فترة من حياته فيكون عينا لها على الوطن وعينا على ذاكرة زمن يلهث هربا من ضياع ....وكأنما قدر للعجيلي أن يكون رسول رحمة لآلاف المرضى من أهل المدينة وبدو صحرائها المتناثرة من حولها فكانت عيادته محجا للذين يطلبون العلاج والدواء أكان سحرا تشع به رعاية الطبيب أم أقراص تنبض بالشفاء..) وعي الذات في نص العجيلي يقدم الدكتور مصلح النجار بحثا بعنوان (النص السردي من الحراك العالمي إلى ثباتيات القيم - نص العجيلي نموذجا) جاء فيه: ( يشكل نص العجيلي تجليا للعلاقة بين الفني والثقافي، لاسيما في مسألة وعي الذات بقيمها الثابتة، وحفاظها على تلك الأخيرة في مواجهة متغيرات العالم، أو العالم المتغير. لا شك في أن أدب الرحلات يغني حالة المثاقفة الحضارية، فحينما ترحل إلى الآخر، فتكتبه أنثروبولوجيا- ثقافيا، تقدم معرفة إلى أبناء قومك، لكن المسألة تبدو أعمق حينما ترحل إلى الآخر لتقدم نفسك مبشرا بثقافتك بالتعريف بثوابتها تلك حالة متقدمة من وعي الذات عبر الخطاب السردي. يمكن القول إن أحد أهم أسباب تميز نص العجيلي وذيوعه ووثوق صلته بالمتلقي العربي والغربي معا يعود إلى مسألة وعيه المبكر للذات والآخر، واكتشافه سر العلاقة بينهما. ومن جانب آخر يرتكز وعي الذات في نص العجيلي على وضوح الثوابت في عملية الكتابة والنظر إلى مسألة الفنية بمعزل عن المساس بالمقدس، إذ المفلسون من الموهبة والفطنة الأدبية فقط هم الذين يلجؤون إلى تقويض التابو أو مناطحته على الأقل، لإثبات ذاتهم وزج المتلقي في حالة من الإدهاش التي تخفت مع المزيد من اختراق التابو. ويستشهد النجار بقول العجيلي: ( إني لم أتعرض للمقدس لا تكريما ولا تسفيها، فهمومي الفكرية تظل بعيدة عنه، مرتبطة بالعادي البسيط من الناس والأفكار). ويصل النجار لنتيجة مفادها: إن العالمية في الفن تنطلق من الخصوصية ..وان إحدى الطرق التي يمكن بها للعالم أن يعرفنا من دون وساطات الإعلام الغربي هي إصرارنا على التعريف بأنفسنا، والتبشير بثقافتنا العربية والإسلامية على طريقة عبد السلام العجيلي. العجيلي أغنية نفسي الروائي السوري ممدوح عزام عنون شهادته ب(العجيلي وأنا) يسرد فيها ما حدث معه حين قرأ قصة الشِّباك (مجموعة قناديل أشبيلية) قبل أكثر من خمس وثلاثين عاما (فقد أغلقت الكتاب، متأثرا ومضطربا. ازداد خفقان قلبي وارتفع توتري ثم انخرطت بعد دقائق في فيض من الأسئلة استقصي بها وفيها الإجابات الممكنة عن السؤال المركزي الصادم في نهاية القصة: لماذا مات عارف؟ ..ويعترف عزام أنه لم يحصل على جواب! ويضيف عزام أنه عاد إلى القصة مرات ومرات في محاولات لفكفكة عقدتها السردية أو معرفة مغزاها أو استنطاق خطابها الفكري وفي كل هذه المحاولات (كنت ألاحق قطبا واحدا- وان متعدد الشعب- هو قطب المعنى) ويضيف عزام مستشهدا بماركيز (إن واجب الكاتب، واجبه الثوري، أن يكتب بشكل جيد) في أدب العجيلي حلاوة آسرة بالفعل وإذا ما تأملنا مطالع قصصه سوف نجد أن أول شيء يفعله هو الإمساك بتلابيب القاريء...إنني كلما قرأت قصة للعجيلي أقول له: شكرا. لا لأنه كتب عن أي قضية مهما كانت أهميتها وفحواها وإنما لأنه كتب قصة ممتعة عن هذه أو تلك من القضايا وكتبها بشكل جيد. تداخل القصة والمقالة في أدب العجيلي يستعرض عبد الرحمن الربيعي (العراق) في مداخلته رأيه في كتاب العجيلي (في كل واد عصا ) (عندما نقرأ هذه المقالات فإننا نجد أنفسنا في عالم حكائي ثري وأننا أمام حكّا متفرد يعيدنا إلى ما عشناه وعرفناه حيث للحكاية سحرها الذي يأخذ الألباب فنصغي إليها ونحن في مضائفنا وأمامنا دلاء القهوة، هو الثراء والطرافة والحكمة وهو أيضا العبرة. يستفيض الدكتور عبد المجيد زراقط (لبنان) بتحليل رواية العجيلي (المغمورون) ويقول عن سبب اختياره لها: يعود اختياري للرواية لسبين أولهما أن قضيتها المركزية تكاد تكون أهم القضايا في تاريخنا المعاصر وثانيهما أن هذه الرواية يمكن أن تعد أنموذجا روائيا يمثل الإنتاج الروائي للعجيلي وينطلق زراقط في تحليله من الإهداء المتصدر للرواية (إلى كل الذين على رؤوسهم المغمورة بمياه السد بنيت أمجاد وازدهرت حظوظ ، إلى المغمورين أهدي روايتي هذه) يعتبر زراقط أن ثنائية المغمورون- أصحاب الأمجاد تمثل ظاهرة تاريخية، فالمغمورون ليسوا من غمرتهم مياه السد فحسب إنما المغمورون في الاجتماع الإنساني طوال التاريخ والمغمورون في الرواية حالة تاريخية من حالات لا تنفك تتابع طوال التاريخ. الفن الروائي عند العجيلي الكاتب السوري ياسين رفاعية تحدث عن ذكرياته مع العجيلي وعن حضاريته ومشاركته في جيش الإنقاذ عام 1948 وأهمية عائلة العجيلي وقداستها في الرقة ويؤكد رفاعيه أنه ليس هناك كاتب عربا بمستوى قصص العجيلي القصيرة وأهم مافي قصص العجيلي لغته العربية وعدم إمكانية حذف أية كلمة منها فهي كالسبحة ..قصص العجيلي حياة زاخرة بحياة الناس ومستوحاة بعمق من أعماق وجودهم وتفاصيل حياتهم اليومية...الحب هو الترسانة المسلحة في كل قصص وروايات العجيلي وعليه بنى معظم أعماله.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية