|
الفنان محمد خليل يعرض في دمشق.. خطاب المكان والحلم ملحق ثقافي
الفنان مرددا صوت اسراب النسمات القادمة من اصدافه والتي تسرد حكايات الروح والخيال, الوجع والحب.. في لحظة يصورها عالما متكئا على يقظة الحلم. افتتح العرض في صالة المزة, السبت الماضي والذي ضم خمسون عملا تعبيري الاتجاه وبتقنيات وافكار مختلفة. بين القديم والجديد يقدم خليل لوحات تعود الى سنوات طويلة خلت. منها ما استلهمه من انتفاضة الاقصى او انتفاضة الشعب الرافض للذل, طارحا المقاومة خيارا حقيقيا للكرامة والذي يجدها اليوم كما الامس ضرورة في ظل ما نتعرض له. فالفنان صاحب الموقف لا يمكنه الانفصال عن قضاياه. فتأتي معالجاته اللونية والحركية حادة وعنيفة معممة السواد والخراب اللاحق بالصورة المنظورة وغير المنظورة فاضحا اياها ومتحديا غطرسة العنف في وقت يرفض انكسار الانسان في لوحة الحياة اوالموت. المرأة لدية تبقى متماهية مع البيت والرجل ملاذا للأمن والسلام, وهو اذ يراها جمالا تهدأ اليها روحه فلأنها تحتوي قوة الارض والحياة. لكنها في اعماله الجديدة تصبح اكثر انثوية وجمالا كما طرحه الجديد مخففا من حدة التحدي متقبلا الحياة كما هي, متجها الى الجميل فيها, باثا اياه خطابا بصريا محتويا الحلم الجميل والفكرة. ما يقود الى المتعة والرغبة في احتضان المكان بقناطره وناسه. الأسلوب والتقنيات ما يميز الفنان خليل سعيه الدائم الى البحث والتجريب دون الغرق في التقنية كغاية بذاتها, بل يسعى الى المزيد من صقل الأسلوب والتقنية لما يخدم حيوية الطرح الفكري والجمالي, فهو اذ يرسم قناطر طرطوس القديمة فلا يجد بدا من معالجتها باضافة الرمل لمنحها قوة التعبير التي يراها مناسبة. لذا يعتني بأساس العمل ويضيف اليه كواج من المواد تمنح عمله بعدا تعبيريا, فالمرأة قد تكون شاطئا من الرمل! او البيوت مدينة من الرمل الدافىء! وهو في بنائه للكتلة يبرزها كمادة للفكرة وعبر حركة خطوطه تبرز دينامية الفكرة عبر صياغاته اللونية التأثيرية في تشابه نادر بين المضمون وطريقة التعبير .. خليل يعرض في الوقت الصعب, فيتحول مع ذلك الى وقت الزرقة والبحر. عمار حسنsynthiy@yahoo.com
|