تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


يبقى لبنان وطن المحبة والإباء التضليل تبريرا للمواقف جريمة كبرى

دراسات
2الأربعاء 21/12/2005م
بين الخطأ والخطيئة مسافة تتجاوز حسن النوايا إلى سوء الممارسات وإذا كان الاعتراف بالخطأ فضيلة فإن في احتراف الخطيئة جريمة كبرى بجميع المقاييس والأبعاد.

ومن جعل من الخطيئة منهجاً في القول والعمل فلا حق له تحت أي ذريعة في المزايدة على مادون الخطيئة من أخطاء.‏

ولكي نكون واضحين من البداية فلسوف أدع جميع الولاءات والانتماءات جانباً وأبدأ طرح القضايا ومناقشة الأمور وجهاً لوجه دون أقنعة أو مزايدات. فقد سقطت جميع الأقنعة عن وجوه اللابسين والمتلبسين مهما تفنن المتورطون في التنميق والتلفيق والالتفاف على الحقائق والوثائق التي لا تبقي عذراً لمعتذر ولا مكاناً في قائمة شرف الانتماء إلى قضية أمة وهوية وطن.‏

من الذي جعل من الكذب ديناً وعقيدة يتمسك بها رغم سقوطها المشين?!‏

وما الهدف من هذا التمادي المشبوه في الضلالة والتضليل?!.‏

دعونا نبدأ من شبعا كما أردتم أن تكون البداية في ترسيم الحدود بين سورية ولبنان فقد طالبتم دمشق بالاعتراف المعلن بلبنانية تلك المزارع ليكون هذا الاعتراف سنداً شرعياً في تحريرها وإعادتها إلى مساحة لبنان وساحته الوطنية. وعندما أعلنت دمشق اعترافها تسابقتم في النفاق والتضليل بأن هذا الاعتراف ليس أمام لبنان واللبنانيين بل هو أمام الأمم المتحدة التي ألقيتم إليها بجميع أوراقكم وأعناقكم وتراميتم على أعتابها بحثاً عن الأشياء والأسماء والهوية!!.‏

أليس في هذا الموقف التواء والتفاف وتزييف للموقف السوري ونفي للدور المقاوم في مسيرة التحرير?!‏

قد يكون الكذب وارداً في الذرائعية السياسية وصولاً إلى غاية هنا وهناك بالرغم من سفاهة وتفاهة هذا الأسلوب ولكن انتهاج الكذب سياسة دائمة لتبرير المواقف جريمة كبرى وانحطاط مدان في كل زمان ومكان.‏

إن الإصرار على البداية من مزارع شبعا يؤكد حقيقة واحدة هي الإسراع المشبوه في سحب البساط من تحت أقدام المقاومة وإلغاء مبررات وجودها المعلنة تأسيساً لسحب سلاحها بموجب القرار الملغوم1559 وبذلك تنتفي كل مقومات الصمود اللبناني في وجه الزحف الصهيوني الجديد الذي تسوق له بعض الأدوات وتتزين له بعض الساحات.‏

وعلى المستوى الثاني من المكاشفة أذكر الذين يرون في الشعب سديماً بلا وعي ولا ذاكرة بأن (الصديق) شاهد ملك وعندما افتضح دوره ودور من جعلوا منه ملكاً انقلبت المفاهيم رأساً على عقب وضاع السحر والساحر. فأين الحق والحقيقة في هذه البهلوانيات المزيفة?!‏

وها هو الشاهد المقنع يسقط وتتساقطون معه فلم تجدوا ملجأ ولا مفراً غير الكذب سبيلاً ومخرجاً إلى الهروب بالرغم من وعيدكم بأن النصر قادم عبر1636 الذي كنتم وراءه وأمامه وعن يمينه ويساره بشهود الزور المفضوح والتهافت المحموم على أبواب السفارات وأقبية الاستخبارات واستقواء بأعداء الأمة على حرمات من بذلوا الدماء ليبقى لبنان وطن المحبة والإباء.‏

هذا ليس كلاماً معسولاً فنحن وكل شريف في لبنان يعرف أبناء الكلام المعسول والفعل المسموم ويعرف مراجعه ومواجعه ولاينسى أهله الذين يسكبون العسل فوق الطاولات ويدسون السموم من تحتها. وهذه المعرفة ليست حكراً علينا ولا على لبنان بل إن جميع شرفاء الأمة يعلمون علم اليقين أن ربائب الصهيونية لن يكونوا أرباباً للعروبة في أي موقف وأي موقع أو أي حين.‏

فمن قتل الآلاف على الهوية واستباح الدماء لن يكون من الأنبياء ولا حامياً لأبناء الضحايا ولا بانياً لوطن التضحيات ولا راعياً لقداسة الشهادة والشهداء. ومن اغتال وطناً لن يتورع عن اغتيال أبناء الوطن مهما علت مراتبهم وتعددت مشاربهم وعظمت أدوارهم ومن هنا فإن الافتراء المتجني على سورية باغتيال الرئيس الحريري مؤامرة لقتل سورية والخلاص منها ومن الحريري ودورهما الذي كان ولايزال عقبة أمام مخططات العدوان القديمة الجديدة على سورية ولبنان أرضاً وشعباً وسماء.‏

إن ثمة أمراً غريباً ومريباً يدعو إلى الشك اليقيني بمصداقية أولئك المتحمسين /فوق العادة/ لدم الرئىس الحريري الذي اتخذوه مدخلاً إلى التدويل وسبيلاً ووسيلة مشبوهة للتمويل, وهم الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها على دوره وموقعه وموقفه منذ الطائف وحتى الطوفان!!.‏

فاعتبروا يا أولي الألباب وتبينوا فإن الإختراق قائم والاحتراق قادم بنيران النفاق والمنافقين وهذا دورهم على مر السنين.‏

والمشهد الثالث من المكاشفة ينطلق من مستجدات ساحات أبناء الخطيئة من خلال تصريحات البعض بأن سورية تسعى لنسف مقومات السلام الأهلي بين اللبنانيين..‏

لاجدال في أن سلام لبنان والسلم الأهلي بين أبنائه هو ضرورة أساسية لسورية وضمانة حقيقية لأمنها وأمانها فيا أدعياء السلم والسلام وأمراء الحروب وتجار الدماء توقفوا عن هذا الهراء فمن وقف في وجه مشاريعكم التصفوية لن يكون عاملاً على تفجير السلم, وياأيها اللبنانيون تنبهوا فمايسوقه أولئك المخادعون ليس سوى إشارة إلى فصل جديد من مؤامرتهم التفجيرية القادمة على متن الميركافا التي استقبلوها بالرياحين, فقد سقطت الأوراق وتهاوت الأقنعة عن وجوه الشياطين.‏

لقد سئم الجميع تسابيح المنافع وأراجيح المواقع وبقي على أهل الدم الحريري أن يكتشفوا من خلال المزايدات الرخيصة خيوط العلاقة المشبوهة بالجريمة وخطط التلاعب بالحقيقة التي لم يدعوا وسيلة لتزييفها وطمس معالمها وأدواتها وفي كل ذلك ما يكفي من الأدلة على الضلوع فيها والهروب من مسؤوليتها بكل تأكيد من خلال وعيدهم بالأمس لسورية بشهود إثباتهم في ارتكاب الجريمة وتسابقهم اليوم للبراءة من أولئك الشهود. فماذا بعد ذلك من سقوط في متاهات الجريمة?! وهل بعد استغباء العقلاء من غباء?!.‏

وعلى المستوى الرابع من المكاشفة تستمر مسيرة الأكاذيب والأضاليل بأن القضية بين سورية والأمم المتحدة وأنه لا دخل للبنان فيها. بل لعل بعضهم ذهب بعيداً في الحرص على سورية وزايد على أهلها في هذا المجال متجاهلين أن التدويل مشيئتهم وأن المحاكمة والحكم عائد إليهم إلا إذا تخلوا عن كل مقومات لبنان الوطن والسيادة وربما كانوا فاعلين مع مافي ذلك من رهن لبنان وارتهانه وتحويله إلى سلعة في أسواق النخاسة السياسية التي لا ترحم الأموات ولا الأحياء.‏

لقد دقت ساعة الحقيقة والاستحقاق, فبأي آلاءٍ يكذب أولئك الأبواق?!‏

كشف الستار وافتضحت الأدوار.فكفى يا أبناء الخطيئة كفى.. إن الليل فاتحة النهار.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية