وأوضح الدكتور جورج جبور رئيس الرابطة السورية للأمم المتحدة خلال الندوة أن من حق القارة الآسيوية أن يكون الأمين العام للمنظمة الدولية من إحدى دولها وأن هذا الحق يتعرض هذه الأيام لمحاولات انتهاكه بسبب الترويج الأميركي المستمر لكي تناط مهمة الأمانة العامة لرئيسة جمهورية (لاتفيا) الحالية التي تنتهي ولايتها الرئاسية في العام القادم أيضاً.
وأشار إلى أن الأسباب الحقيقية لهذا التبني الأميركي يعود لصلات الصداقة الشخصية التي تربط رئيسة لاتفيا بالرئيس الأميركي جورج بوش الذي يقال إنه أهداها المنصب العالمي أثناء زيارته لاتفيا في أيار ,2005 وحول الحق الآسيوي أشار المحاضر إلى أن هذا الحق ثابت بمقتضى تتالي التوزيع الجغرافي إذ من المفترض أن تخلف القارة الآسيوية إفريقيا التي خلفت بدورها المجموعة الأميركية اللاتينية والتي خلفت المجموعة الأوروبية.
أما فيما يتعلق بمن يدعون بأن أوروبا الشرقية لها حصة في التوزيع الجغرافي, فقال د.جبور إنهم يمارسون التضليل لأن أوروبا الشرقية تندرج ضمن إطار القارة الأوروبية وأن آخر أمين عام من أوروبا هو السيد كروت فالدهايم الرئيس الحالي للرابطة النمساوية للأمم المتحدة, وهو من النمسا الواقعة في منتصف أوروبا وليس في غربها أو شرقها, وهو من دولة فرض عليها الحياد السياسي منذ إنشائها.
ويذكر أن الأمين العام الوحيد للمنظمة الدولية الذي كان آسيوياً هو (يوثانت) من بورما وتسلم منصبه عام 1961 بعد الحادث المأساوي الذي ذهب ضحيته همرشلد, ولذلك فقد حان الوقت لكي يتسلم المنصب شخص من غرب آسيا لأن السيد يوثانت كان من شرق آسيا ولما كانت المسائل العربية الأكثر حضوراً في فعاليات الأمم المتحدة فلماذا لا يحاول العرب أن يختاروا أو يساهموا في اختيار الأمين العام الجديد للمنظمة الدولية وأن يحاولوا أن يكون المنصب من نصيب عربي من آسيا.
وحول تحرك الرابطة السورية للأمم المتحدة على هذا الصعيد فقد قررت مخاطبة الروابط العربية للأمم المتحدة لكي يتم إنشاء اتحاد عربي لروابط الأمم المتحدة وكذلك إنشاء عدد من اللجان من بينها لجنة متخصصة بإقامة ندوة عالمية بمناسبة مناهضة العنصرية في 21/3/,2006 يشارك فيها رئيس الرابطة وأعضاؤها.
واللافت أن جون بولتون السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة قال إن بلاده تبحث في أرجاء العالم وليس في آسيا فقط عن خلف للسيد كوفي عنان, وكأن الولايات المتحدة هي التي تقرر من سيكون في هذا المنصب أو هي من يحدد أن تأخذ آسيا حقها أو لا أو هي التي تقرر أن تتناوب المجموعات الإقليمية المختلفة على شغل المنصب أم ينسف هذا المبدأ.
وكان الدكتور جورج جبور قد أكد في نهاية تشرين الأول الماضي في كلمة له في حفل الجمعية اللبنانية للأمم المتحدة على أن سورية عبر دورها الريادي في وضع المادة 78 من الميثاق أثناء مؤتمر سان فرنسيسكو, أرادت الأمم المتحدة هيئة لضمان سيادتها, وليس سراً أن سورية لا تزال تريد للأمم المتحدة أن تستمر في أداء هذه المهمة, وأنها تتطلع إليها في استعادة الجزء المحتل من أرضها.
وأشار إلى ضرورة وضع خطة عمل للمستقبل المباشر قائلا: ما أحرانا اليوم, وفي بيروت تجتمع خطة العمل المنشودة تلك, ولعل أحد أهم بنود خطة العمل الاتفاق على مرشح منا لشغل منصب الأمين العام للاتحاد العالمي, كذلك لعل أحد أهم تلك البنود محاولة الإسهام في ترشيد بحث العالم عن آسيوي يخلف الأمين العام الحالي للأمم المتحدة حين تنتهي ولايته أواخر العام القادم, ولا يخفى على أحد أن ثمة قوى تود أن تسلب آسيا هذا الحق الذي كرسته التقاليد الدبلوماسية, وتروج منذ الآن لمرشحين من أميركا ومن أوروبا, كأن آسيا تعاني العقم, وهي التي أبدعت أروع الإسهامات في حضارة الإنسان, وبإمكان الروابط العربية الثماني التعاون مع دولة قطر, الدولة العربية الآسيوية العضو في مجلس الأمن بدءاً من العام ,2006 من أجل صيانة حق آسيا, في أن يكون واحد من شخصياتها الأمين العام الجديد .وحبذا لو نشهد قريباً إنشاء رابطة قطرية للأمم المتحدة, يواكب نشاطها نشاطاً متوقعاً تقوم به الدبلوماسية القطرية في مجلس الأمن.
وأضاف: ثمة محاولات لإضعاف الأمم المتحدة, أمل شعوب الأرض كافة, فلتكن لنا من هنا, من مدينة بيروت أم الشرائع ومعلمة القوانين, انطلاقة جديدة واثقة نعيد بها الأمل لشعوب الأرض في إقامة العدل الذي هو أساس السلم, ألسنا أهل حلف الفضول الذين تعاهدوا قبل أكثر من أربعة عشر قرناً على إقامة العدل? بتلك الانطلاقة المتوافقة مع الذكرى الستين لإنشاء الأمم المتحدة نكون قد ساهمنا في إعادة زرع التعاون بمستقبل العالم.
الدراسات