حيث اقتحمت المرأة الكويتية وقتها ولأول مرة مكانا كان محرما عليها وهو الديوانيات التي كانت صرحا للرجال فقط، وعرضت من خلالها المشاريع السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأقامت الندوات ونافست الرجال.
ولهذا نجد المرأة الكويتية في هذه الانتخابات تسعى وبكل ثقلها إلى أن تتحدى كل الصعاب وأن تخلص العمل البرلماني والسياسي من هيمنة المجتمع الذكوري وأن تقف بجواره كشريكة في صنع القرار وتمثيل الأمة.
تحد صعب..
برغم تفاؤل البعض تبقى هناك تحديات ماثلة أمام المرشحات، مثل نظرة المجتمع القبلي المحافظ لمحدودية دورها وحراكها، إلى جانب ضعف خبرتها واحتكاكها بشرائح المجتمع.. حيث يصعب عليها زيارة دواوين الرجال والتي تعتبر منصات للتوجيه الشعبي في البلاد دون منازع، كما تعاني المرشحات من عزوف نسوي كبير عن انتخابهن لصالح الرجال، ما يجعل من مهمة المرأة الكويتية صعبة في الوصول إلى البرلمان على الرغم من جميع محاولات التيارات التقدمية والجمعيات النسائية والمنظمات رفع الوعي الانتخابي لدى المرأة الكويتية لضمان تفعيل قدرتها على المشاركة في المعترك السياسي والانتخابي والوصول إلى البرلمان، إنها مازالت تعاني الأمرين على أكثر من جهة وتصطدم بمعارضين لها ولمسيرتها الديمقراطية.
فوز تاريخي تحسمه أصوات النساء..
تمثل النساء في الكويت 44٪ من القوة العاملة وهي أعلى نسبة بين دول الخليج وتتفوق على الرجل من حيث العدد النسبي الموزع على الدوائر الانتخابية وهذا ما يعزز مطالبة المرأة بحقها في الترشيح وتمثيل الأمة. وفوز أربع نساء يعتبر فوزا تاريخيا في الانتخابات التشريعية الكويتية البرلمانية من أصل 16 مرشحة من بين 210 مرشحين للفوز بمقاعد في مجلس الأمة المؤلف من 50 مقعدا.
و قد فازت في الانتخابات وزيرة الصحة السابقة السيدة معصومة المبارك والسيدة أسيل العوضي ورلى دشتي وسلوى الجسار.
هنيئاً للمرأة العربية وللمرأة الكويتية هذه القفزة في دخولها مجلس الأمة وحصولها على حقوقها السياسية..
فهذا يثبت أن لا شيء مستحيلاً.. ويعتبر خطوة جبارة إلى الأمام في تاريخ الكويت.. الذي أعطى ثقته للمرأة وجعلها تستعيد بعض حقوقها المسلوبة وتأخذ اعترافا صريحا من كل الأطراف الذكورية بحقها السياسي في الترشيخ والفوز في تمثيل الأمة.