تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فــــي الأســـــبوع الثقافــــــي العراقــــــي ..الحكواتي.. نقطـــة إضــــاءة فـــي مســـرح الطفــــــل

ثقافة
الثلاثاء 19-5-2009م
هويدا سوركلي

ضمن فعاليات أيام الثقافة العراقية في دمشق ألقى الدكتور محسن العزاوي محاضرة بعنوان «مسرح الطفل» ربط فيها بين الحكواتي وطريقة سرده للقصص ودور مسرح الطفل

حيث إن عمل الحكواتي يعتمد على قدرته في جمع وتوسيع مدارك الطفل وخياله ومتابعة الأحداث السلوكية والاجتماعية وبطرق تكنولوجية من رقص وعزف وموسيقا وحركة.‏

وينصب بحث د. العزاوي على الطريقة الصحيحة لتنشئة الطفل وخلق أفق رحب من الأفكار المرتبطة مع الحواس الخلاقة وتنمية مداركه المستقبلية عندما يكبر مستفيداً مما لديه من موروث ثقافي ومسرحي ليس حباً فقط بل عشقاً، وأضاف العزاوي: لقد استهوتني دراسة الحياة الاجتماعية في بابل والتي ترجمتها وتواصلت معها لمدة 6 أشهر وجمعت مصادر متفرقة عن هذا الطراز من المسرح من بابل وسومر وآشور بما فيها سورية وعندما نتكلم عن الحكواتي فأول مايدور في أذهاننا الجلسات الرمضانية والقصص الخيالية المسرودة والتي تجذب لها المتلقي سمعاً وحواساً ويعود تاريخ الحكواتي لأكثر من 4500 عام قبل الميلاد ونقطة الإضاءة هنا هو الترف الثقافي والاجتماعي والعلمي التي كانت تعيشه بابل وارتباطها مع احتفالات الربيع التي كانت تدوم لأكثر من 12 يوماً وكيفية الاهتمام الكبير في تنمية خيال الطفل عن طريق سرد تلك الحكايات والأساطير والصراع الفكري عند الأطفال لمعرفة هذه الأساطير إن كانت حقيقية أوخيالية ما يدفع الطفل للإنصات والشوق فهي تحدث في نفوسهم الطمأنينة والسكينة وتولد لديهم النشاط الحيوي والإيمان ذا التيار السحري الذي ينتهي بالنوم والراحة وإن الأطفال مادة يمكن استثمارها عن طريق تحريك الخيال قبل تحريك العقل.‏

فالحكواتي منذ القدم هو الكاتب والمخرج العارض وكان يعاني بذلك الاجهاد العقلي والذهني والحركي معاً.‏

ومما يجدر الإشارة له هو ضرورة تنمية خيال الطفل وجعله قادراً على الانصات والاستماع والمشاركة الجماعية دون الاستعانة بالوسائل الحالية المعتمدة على الإضاءة والبهرجة والقدرة على توصيل الصورة والفكرة ودون خلق فوضى ذهنية واطلاق العنان لخياله دون سجن مداركه الفطرية ودون العودة للهرج الذي نراه على مسارحنا والذي يشتت مدارك أطفالنا ويقضي على الذوق الجمالي للطفل وضرورة دفع الطفل من خلال المسرح للهدوء مما يوفر له العلاج النفسي مادام يتفاعل مع الرواية وتجنبه مستقبلاً العنف والعدوانية ويجب دراسة فوائد الحكواتي لمسرح الطفل على القنوات المحلية والعالمية واستخدامه بعيداً عن الإسفاف لأن الخيال ضرورة من ضروريات الإبداع والخيال ليس هدفاً بل وسيلة لتحريك خيال الطفل.‏

ومن جملة المقترحات المعروضة من قبل د. العزاوي توجيه الكتاب نحو القدرة على التخيل والتركيز على النص واستخلاص الصور لتحضير الطفل ودفعه ليكون كائناً خيالياً صادقاً ومبتكراً مع تقديم عروض شيقة تحول الصخب إلى سكون وتوفر الفائدة للطفل وتدربه على الصبر لخلق شخصية مستقلة وضرورة العناية بدور العرض والمرافق الصحية فيها وتحديد الفئات العمرية لحضور العرض عن طريق فرز عمري لكل عرض دائر.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية