هو حال المعارضة الخارجية وجزء ممن يدعون انهم معارضة داخلية منذ بداية الأزمة وهي أحوال المعارضين بشتات ولاءاتهم السياسية منذ أن لبسوا أدوارهم وباتوا دمى بخيوط غربية وخليجية فكيف لروسيا التي تنادي للجلوس الى طاولة فيينا ان تغير في سلوك المعارضين ان لم يتغير ما بالأنفس الأميركية ونيات القائمين على مشاريعها بتغيير ملامح الشرق الأوسط التي استعصت في سورية.
قد يكون من الواجب السياسي لموسكو هو استدعاء المعارضة السورية الى حضور الجلسات الدولية حول الملف السوري ولكن ورغم الحديث الأميركي والغربي وحتى الخليجي والمصري والروسي أيضاً عن دور المعارضة في العملية السياسية الا أنه لايبدو مجدياً خاصة مع تحليق دي مستورا بعيدا حتى الوصول الى طحل وأسفل درجات المعارضة الخارجية وهو الجيل الأخير من ائتلاف الدوحة بقيادة خالد الخوجة.
فكل سوري بما عايش وتعايش في الأزمة يدرك جيداً أن الشخوص السياسية المعارضة ليست الا خيالات تمر على شاشات الإعلام، اما على الأرض فالوضع مختلف والمعارض الذي يتبجح تحت الاضواء فإما هو يبيع الكلام لمصلحة دولة متورطة في الوضع السوري أو يخفي كواليس للتواصل مع الارهابيين والمسلحين والأمثلة كثيرة تمتد من فنادق الخمس نجوم في العواصم الغربية وحتى أولائك القابعين في بؤر المسلحين يستهدفون السوريين بقذائف الهاون يوميا.
اليوم وكما سحبت موسكو الذريعة العسكرية الأميركية لمكافحة الارهاب تسحب منها ايضا الذرائع السياسية والمبادرات وتدعو المعارضين للجلوس على كراسي فيينا حيث بدأ الحديث يتطاير من بين كل الاروقة السياسية، لكن اللافت ان واشنطن لم تبعث حتى الآن بدماها المعارضة ذات الوجوه المعروفة إعلامياً الى فيينا بل عززت دعم فصائل ومليشيات ارهابية على الأرض تحت مسمى المعارضة المعتدلة رغم أنها اي واشنطن اعترفت مرات ومرات في لحظات اختناقها السياسي أن لا معتدل ارهابياً الا في الفانتازيا والخيال.
البيت الأبيض يسعى لتخريب الجلوس السياسي الى طاولة فيينا، لذلك بعث بدفعات الدعم الى دواعشها على الأرض على الميدان يغير الأوراق السياسية ويقلب المعادلة الحالية، فلا معارضون يمثلون اميركا بعد اليوم من يمثلها هو داعش والنصرة وغيرهما على الأرض لذلك لن تحتوي جلسة الحكومة السورية مع المعارضة المجمعة أهدافاً أميركية فقد كشفت الأوراق ورهان واشنطن اليوم فقط على الورقة الداعشية ودعمها وإن خرج أحد مرشحي الادارة الأميركية يندب ياليتنا لم ندعم المسلحين، فهذا اعتراف أميركي لفضيلة أهداف انتخابية لا أكثر.