إذا كانت ميادين السياسة هي فيينا.. فخيبات من اجتمع بهدف تحقيق ما عجز عن تحقيقه بالعسكرة والإرهاب كانت أهم بنود اجتماع فيينا حول سورية.. فالقصة كانت إجماعاً على ضرورة حل الأزمة عبر عملية سياسية وليس «عملية انتقالية».. عملية الكلمة فيها للشعب السوري وليست لأعراب الخليج والهاربين من ظلمات وغياهب العثمانية القديمة.. حتى من كان يجعجع خارج قاعات فيينا من صبية السياسة «عادل الجبير» انصاع لإرادة المنطق، ومنطق حلفاء الحكومة والشعب السوري.. وإن غابت الحكومة السورية تمثيلاً، إلا أنها حضرت بمنطق وروح كلمة وزير الخارجية وليد المعلم في جنيف2 «لا أحد في العالم له الحق في تدمير الشرعية أو التدخل في سورية ولن يقرر مصير سورية إلا السوريين انفسهم».
وفي ميادين المعارك.. فالأرض السورية تنطق بإنجازات الجيش العربي السوري وهزائم الإرهابيين.. وإن حاول الإرهابييون وداعموهم وإعلامهم عرض الأمور بخلاف ذلك.. فالتخبط في السياسة الأميركية حيال انتصارات الجيش العربي السوري المدعوم من الطيران الروسي يقول ما تخجل ألسنتهم عن البوح والاعتراف به.
لسنوات خمس مضت، كنا مسبوقين دائماً بخطوة من قبل «نادي التآمر».. يدعون فنسرع لدحض كذبهم.. يبادرون بالهجوم فنسارع إلى الدفاع.. اليوم انقلبت الصورة، بعد أن أخذ الجيش العربي السوري زمام المبادرة، وتقدم الإعلام الوطني إلى الصفوف الأمامية.. فباتت أميركا في حالة من التخبط بعد أن بات مصير مرتزقتها الإرهابيين في المجهول..
لن ندعي أن الإدارة الاميركية ضائعة في استراتيجيتها.. بل سنورد حقائق من دفاترهم الدبلوماسية.. أنشأت أميركا «تحالف دولي» ضد داعش في العراق 19 أيلول عام 2014 ثم توسع ليشمل سورية.. ولكن أين بات هذا التحالف بعد سلسلة الانسحابات الدولية منه.. وماذا حقق ؟!..الإدارة الأميركية تطلق برنامج لتدريب «المعارضة المعتدلة».. وذات الإدارة تعترف لاحقاً بفشل برنامجها.. والرئيس باراك أوباما يصف تلك المعارضة بالفنتازيا.. وبعد سلسلة النجاحات التي حققتها روسيا بالتعاون مع الحكومة السورية، قررت واشنطن إرسال 50 جندياً إلى الميدان.. لتتبعها بآخر قرارتها، وهي إرسال طائرات وصواريخ إلى قاعدة إنجرليك في تركيا.. فأي استراتيجية تلك تنتهجها الإدارة الأميركية.. يقول خبراء إنها استراتيجية التخبط والغموض والتناقض.. وهذا ليس عن عبث إنما بسبب نجاحات الحكومة السورية بالتحالف مع روسيا وإيران.. تحالف قلب الطاولة على رؤوس من حلم بإسقاط الدولة السورية خلال أشهر..