تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
الثلاثاء 24-3-2020 - رقم العدد 0
طباعةحفظ


حرب لا تهدأ

معا على الطريق
الاثنين23-3-2020
مصطفى المقداد

لم تتوقف الحرب العدوانية على سورية يوماً منذ أن اتخذت موقفها المعادي للكيان الصهيوني الغاصب، ولم تتوقف آلة العدوان عن التآمر يوماً منذ أعلن العدو الصهيوني عن قيام كيانه السرطاني ليبدأ تطوير أساليب وفنون العدوان على المنطقة العربية كلها، ويركز عدوانه على سورية،

لكن دهاقنة الصهيونية أدركوا منذ البدء أن سورية المجتمع والدولة والشعب ستبقى صاحبة الموقف الأصلب، الموقف العصي على الاختراق، الموقف غير القابل للتراجع مهما تعقدت الصور وازدادت الضغوط، وفقد الكثير من العرب بوصلة النجاة، الأمر الذي يفسر هذا التركيز المتزايد على سورية ضغطاً ومعاداة وعدواناً ومحاولات متكررة لتغيير جوهر البنية السورية ومحاولات لا تتوقف لتحطيم الأنموذج السوري المتكامل باعتباره الوعاء المقدس الكفيل بالحفاظ على الوحدة الوطنية السورية قوية ومتماسكة حتى في أصعب الظروف وأدقها، وفي ظل أبشع أشكال العدوان الخارجي وامتداداته الشيطانية المتمثلة في المجموعات الإرهابية المسلحة بمختلف أشكالها وتسمياتها الكاذبة.‏‏

المتابع لمراحل العدوان على سورية يتوقف عند جميع الأشكال المعروفة تاريخياً، ولا يستثني منها أي شكل للحرب والعدوان، إضافة إلى اختراع أشكال شيطانية مستجدة لم يشهد تاريخ المواجهات لها مثيلاً، لتتجاوز عمليات الاغتيال والقتل والتفجير واختلاق الروايات الكاذبة ومحاولة إعطاء الإرهاب والإرهابيين صفة الدفاع عن الحق وتقديم المجرمين على هيئة المنظمات الإنسانية وصولاً إلى محاولات الاختراق النفسي سعياً لخلق حالة من عدم الثقة بين الشعب وقيادته كخطوة لإضعاف الانتماء وإدخال الوهن والخوف والقلق إلى دواخل المواطنين، وتضعف عزائمهم وتتحقق في نهاية ذلك الأهداف الشريرة والأوهام التي خطط لها الصهاينة قبل أكثر من ثمانية عقود وأكثر.‏‏

المشهد اليوم يبدو أكثر وضوحاً من أي لحظة سابقة، فعلى الرغم من حالة التهافت التي تعيشها حكومات عربية وهي تتسابق لتطبيع علاقاتها مع العدو الصهيوني خشية الغضب الأميركي، وفي الوقت الذي يتهاوى به النظام الرسمي العربي أمام المد الصهيوني المتنامي، نجد أن الموقف السوري يزداد صلابة وقوة ويبدي تمسكاً أكبر بالحقوق العربية كاملة ويقدم الدلائل الكبرى على الاستعداد الدائم للتضحية والفداء في جميع الميادين، بدءاً من مواجهة العدو الصهيوني مباشرة، وصولاً إلى أي نقطة مواجهة مع المجموعة الإرهابية، لأنها تمثل امتداداً حقيقياً لذلك العدو لا تنفصل عنه أبداً، بل تنفذ فصولاً من مخططه العدواني الكبير.‏‏

لقد أثبتت سورية على الدوام صحة رؤيتها لطبيعة الصراع مع الصهيونية، ولم تؤثر في تلك الرؤية التراجعات الرسمية العربية ولا المعاهدات التي أخرجت قوى عربية مهمة من دائرة الصراع المصيري، وها هي اليوم تمضي في مواجهة أذرع العدوان بأشكالها المتعددة والمستجدة بالمزيد من العزيمة والتصميم مدعومة بمواقف أصيلة لأمم عريقة، لتبقى الدعامة الكبرى تستند إلى شعب صلب صامد مقاوم صادق يهب الوطن جنوداً بواسل يخرجون من صلب الفلاحين وأصحاب الزنود السمر، فيدافعون عن أرضهم وأهلهم بكل بطولة وقوة، ويؤمنون بتحقيق الانتصار مهما استمرأ العدوان.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11357
القراءات: 813
القراءات: 746
القراءات: 724
القراءات: 767
القراءات: 792
القراءات: 824
القراءات: 756
القراءات: 806
القراءات: 869
القراءات: 817
القراءات: 809
القراءات: 823
القراءات: 829
القراءات: 840
القراءات: 923
القراءات: 856
القراءات: 901
القراءات: 919
القراءات: 910
القراءات: 789
القراءات: 858
القراءات: 901
القراءات: 899
القراءات: 800
القراءات: 947

أرشيف المقالات لعام 2004

 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية