للمعادن ومواد البناء (العمران) خلال شهر تموز من العام الفائت عن إجراء مسابقة لتعيين موظفين لديها للفئات كافة عدا الأولى,
وعقدت تلك الجماهير الغفيرة الآمال العراض, وأطلقت لنفسها العنان, وراحت تحلم ببارقة أمل تلوح في الأفق, وتراءت لها بقع ضوء تلمع من أعماق كهف مظلم لا قرار له, لتوفير فرصة عمل توفر لطالبها العيش السعيد والمستقبل الرغيد, والحياة الحرة الكريمة, فشدت تلك الأعداد الهائلة الأحزمة, وشحذت الهمم, وتراكضت هنا وهناك للحصول على الأوراق الثبوتية اللازمة والمؤهلة للدخول في تلك المسابقة الحلم, بدءا باستمارة الاشتراك مرورا بإصدار وثيقة غير محكوم وأخرى غير موظف, وأخرى للتبرع بالدم وأشياء أخرى لا تعد ولا تحصى وصولا الى المصنف السحاب الذي سيحتضن تلك الأوراق التي دمغ كل منها بطوابع لا يعرف ثمنها سوى الله وأولي الأمر ومن دفع وانتهاء بالوقوف في طابور يمتد على مرأى البصر وأكثر, لتسجيل تلك الطلبات لدى المؤسسة المعلنة عن المسابقة, وبدأت لحظات ترقب صدور الأسماء المقبولة, لتنطلق معها رحلة انتظار مواعيد الامتحانات الكتابية والشفهية, وجرى فحص فئة السائقين خلال شهري تشرين الأول والثاني من العام الفائت, وخضع ذوو الشهادات لامتحانات خطية على مدرجات كليات جامعة دمشق في مشهد كرنفالي يبهر الأنظار, بعد أن استأجرت مؤسسة العمران تلك القاعات, وحددت امتحانات الفئة الخامسة خلال شهري حزيران وتموز الماضيين, وها هي الامتحانات الشفهية للفئتين الثانية والثالثة تقترب من النهاية يوم 13 أيلول بعد أن كانت قد بدأت مع حلول شهر آب الماضي, وتجدر الإشارة إلى أن الحاجة الفعلية وللفئات كافة لا تتجاوز المئتي فرصة عمل. كل ما ذكرناه استعراض لواقع مؤسسة عمران التي تنطبق على معظم المسابقات الأخرى, ولكن تجدر الإشارة الى أننا أشرنا يوم 22 حزيران الماضي الى أن نتائج من خضعوا للامتحان خلال شهري تشرين الأول والثاني من العام الماضي لم تصدر بعد, وقد وصلنا رد غريب عجيب من إدارة مؤسسة عمران بالكتاب رقم 1011/ 1856 تاريخ 30/6/2004 يقول: (سبب عدم صدور النتائج لعدم الحاجة في الوقت الحاضر بسبب دمج الوزارتين) وسؤالنا: ألم تدمج الوزارتان مع تشكيل الحكومة في أيلول 2003 فلماذا إذن لم تلغ المسابقة?, ولماذا أجريت الامتحانات?.
وإذا كان رد المؤسسة قد وصلنا أواخر حزيران الفائت, فلماذا إذن تستمر المقابلات الشفهية للفئات الثانية والثالثة والخامسة? أولا يندرج ذلك ضمن إطار المقولة القديمة الضحك على اللحى?.
آهٍ كم كنا نتمنى أن تشير مؤسسة العمران الى توفر مادة الإسمنت لدى مراكزها بدل الإشارة الى الفائض في الأيدي العاملة لديها!..