تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الجمعة 10/9/2004
أحمد ضوا
تعم العالم حالة من الفوضى الأمنية لم يشهدها منذ عقود سابقة,فالتفجيرات الإرهابية تتواصل وتتسع دائرتها موقعة المزيد من الضحايا الأبرياء ويسابقها في هذا الفعل الإجرامي الشنيع الاحتلالين الاسرائيلي لفلسطين والانكلو- أميركي للعراق ,حيث يمارس الإرهاب المنظم على أوسع نطاق وبشكل غير مسبوق ضد المدنيين باستخدام أحدث الأسلحة الفتاكة والمتطورة.

فخلال أقل من ثلاثة أيام سقط جراء هذا الإرهاب المنظم أكثر من مئة شهيد وجريح في فلسطين وحوالى سبعمائة من أمثالهم في العراق بذريعة واحدة ( الحفاظ على الأمن ) وكأن هذا الأمن لايتحقق إلا بتصفية الشعبين الفلسطيني والعراقي من قبل الاحتلال.‏

وإذا كان الاحتلال في كلا البلدين سببا لما يحدث فيهما من أعمال إرهابية وعمليات إبادة جماعية منظمة وارتباط زوالها بانتهاء هذا الاحتلال ,فمن المفترض بالمجتمع الدولي المتضرر من الأعمال الإرهابية التي تتسع يوما بعد آخر التوقف عن التعاطي مع هذا الاحتلال وهذه الأعمال بهذه اللامسؤولية والغوغائية التي يضيع فيها المسؤول عن استمرارها وتفاقهما وبالتالي البقاء خارج دائرة المحاسبة القانونية والدولية عنها .‏

للأسف ورغم دموية الأعمال الإرهابية التي توزعت على أنحاء متطرفة من العالم وكان أخرها استهداف مدرسة للأطفال في أوسيتيا الشمالية بروسيا لايزال الرأي العام الدولي مشوشا إزاء من يقف ويدعم هذه التصرفات الوحشية متحملا عبء تغليب الجانب الأمني والعسكري في المعالجة دون الجوانب الأخرى التي من شأنها الكشف الحقيقي عن الجهات والقوى التي تتحمل المسؤولية في هذا الشأن ,وبالتالي الاستفادة من تداعياته.‏

لاشك أنه مهما كانت الدوافع والأسباب لاتبرير لأي عمل إرهابي يستهدف المدنيين العزل أو المؤسسات ذات الطابع الخدمي والمدني , كما تفعل اسرائيل والولايات المتحدة في فلسطين والعراق , وكما تقوم المنظمات الارهابية في باقي أنحاء العالم وآخرها ما حدث في أوسيتيا الشمالية واندونيسيا.‏

وانطلاقا من ذلك لابد( ومن الضروي جداً ) أن يتحرك المجتمع الدولي لوضع حد للمحاولات الرامية إلى الخلط ما بين المقاومة المشروعة دوليا للمحتل ,والذي تقضي القوانين الدولية بضرورة دعمها وما تحاول بعض القوى والجهات التي تمارس الإرهاب وتسهم في توفير البيئات المناسبة له إلصاقه بهذا الفعل المشروع بهدف تشويه صورة المقاومة والإساءة الى مفهومها العام القائم على حق الحرية والاستقلال ورفض الذل والخنوع والإذلال.‏

هذا التوجه المطلوب اتخاذه بشكل سريع لايعيد الاعتبار للشرعية الدولية ومنطق القانون (بدلا من منطق القوة ) فحسب بل هذه بمثابة الخطوة الأولى والهامة والتي لابد منها لمعرفة وتحديد المسؤول المباشر وغير المباشر عن اتساع نطاق الإرهاب على مستوى العالم وعن تداعياته , وتالياً سعيه للخلط بينه وبين المقاومة كفعل مشروع دولياً .‏

إن من يقف ضد هذا التوجه هو المستفيد من عملية الخلط هذه وبالتالي يتحمل المسؤولية عن التباين الدولي القائم إزاء القضاء على هذه الآفة.‏

وفي ضوء إخفاق الحملة العسكرية والأمنية التي تقودها الولايات المتحدة من المفترض أن يشكل ذلك دافعا قويا لتلاحم المجتمع الدولي وأخذ زمام المبادرة في هذا المجال ولاسيما أن التقارير تش¯ير الى إمكانية تزايد الأعمال الإرهابية إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه الآن .‏

 

 أحمد ضوا
أحمد ضوا

القراءات: 30387
القراءات: 30390
القراءات: 30394
القراءات: 30391
القراءات: 30394
القراءات: 30392
القراءات: 30395
القراءات: 30394
القراءات: 30395
القراءات: 30393
القراءات: 30389
القراءات: 30393
القراءات: 30398
القراءات: 30389
القراءات: 30396
القراءات: 30391
القراءات: 30389
القراءات: 30385
القراءات: 30387
القراءات: 30392
القراءات: 30389
القراءات: 30393
القراءات: 30395
القراءات: 30394
القراءات: 30397
القراءات: 30392
القراءات: 30396
القراءات: 30392
القراءات: 30390
القراءات: 30395
القراءات: 30390
القراءات: 30387
القراءات: 30399
القراءات: 30396
القراءات: 30387
القراءات: 30395
القراءات: 30392
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30387
القراءات: 30392
القراءات: 30394
القراءات: 30395
القراءات: 30389
القراءات: 30392
القراءات: 30389
القراءات: 30400
القراءات: 30397
القراءات: 30389
القراءات: 30395
القراءات: 30391
القراءات: 30393
القراءات: 30386
القراءات: 30390
القراءات: 30391

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية