هذه العبارة مقتطفة من كتاب ينشر قريبا , للمرشح الرئاسي الجمهوري السابق بات بوكانان , وهي توضح بجلاء إن إرهاب أيلول قدّم على طبق من ذهب ذريعة مثالية لإشعال نار حرب حضارات وكان حصان طروادة للمحافظين الجدد لشن حرب ضد العراق , ليست في مصلحة أميركا ولا العالم .
فإدارة بوش عزلت نفسها وصارت مكروهة في أرجاء المعمورة وجلبت الكراهية للولايات المتحدة , ومن أجل ماذا ?! .
الشيطان وحده يعرف الجواب .
يقول بوكانان في كتابه : ( لقد ربحنا الحرب في ثلاثة أسابيع , لكننا خسرنا العالم الإسلامي لأكثر من جيل ).
لقد اختارت إدارة بوش موعد الحرب وقررت معارضة العالم ودخلتها وحيدة , والأميركيون يدفعون ثمنها الباهظ , فأكثر من ألف جندي أميركي قتلوا حتى الآن , والتكلفة بلغت مئتي مليار دولار وهي بازدياد مطّرد.
أما في العراق فالموت والدمار والفوضى تتحدث عن نفسها. جون كيري , المرشح الرئاسي الديمقراطي وصف خيار الحرب عندما سمع بهذه الأرقام , بأنه أكثر الخيارات مأساوية.
المحللون يرون أن الإدارة الحالية تشكل العقبة الكبرى في وجه تخفيض خطر الإرهاب على العالم.
وحسب تعبير صحيفة الغارديان البريطانية , فهذه الإدارة تشوّه سمعة كل شيء .
أما استطلاعات الرأي العالمية في خمس وثلاثين دولة فتؤكد أن الناس في ثلاثين دولة منها يريدون خروج الرئيس بوش من البيت الأبيض, لأنه احتل العراق رغم المعارضة الدولية , وبالتالي أساء لسمعة بلاده في العالم أجمع , فغالبية من استُطلع رأيهم أكدوا أن مشاعرهم تسوء تجاه الولايات المتحدة .
إذا كان الجمهوريون المعتدلون أنفسهم , لم يعودوا يطيقون الصمت , فما بالكم بالنخب السياسية والاجتماعية والثقافية في أميركا , ناهيك عن حلفاء واشنطن التقليديين , إضافة الى دول وشعوب العالم.
الحقيقة غدت واضحة كالشمس , وهي تتحدث عن نفسها , فعصبة المحافظين الجدد المتحالفة مع اللوبي الصهيوني , قررت دفع العالم الى ( حرب الحضارات ) خدمة لمصالح أنانية ضيقة , لكن ورغم ذلك , فإن إرهاصات المستقبل تؤكد أن السحر بدأ ينقلب على الساحر, فالبشرية مرت بمحن كثيرة عبر تاريخها الطويل , وهي قادرة بالتأكيد على تجاوز محنتها الحالية .