تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاثنين 6/ 12/2004م
ديب علي حسن
إذا آمنا وصدقنا أنّ المبدع جرّاح من طراز مختلف , أدواته الجراحية إبداعه الذي يسعى الى تغيير الواقع المعاش نحو واقع آخر أفضل,وربما كان الواقع الذي يريده متخيلاً وقابلا ً للتحقيق,

اذا آمنا بذلك فلنا أن نسأل المبدعين: هل بالضرورة يجب أن تكون الجراحة مؤلمة الى درجة تجعلك تشعر أن الجسد كلّه أصابه الهلاك كما‏

يصوره بعضهم ? ربما هي المبالغة من أجل لفت الانتباه الى قضية ما, والعمل على حلّها والابتعاد عنها, في صنوف الإبداع كافة تطالعك اعمال ابداعية تكاد تكون رسالة من نوع آخر, تحمل دلالات ليست صحيحة, فيها جلد للذات, واشمئزاز من الواقع الذي ينقل الى المتلقي اذا كان خارج الوطن على أنه خراب, والغاية غير البريئة هي أن يقدم ناقل الرسالة نفسه على أنه المصلح والصوت القادم, وعلى الآخر أن يتبناه وينتبه اليه , لأنّ العبور من بوابة أهل الدار أسهل..‏

أفلام سينمائية ذهبت بعيداً في هذا الاتجاه, وقدّمت للغرب صورة تكاد تكون مشوّهة لكل جماليات الحياة في الشرق, لانقول: إننا قديسون وأولياء, ولكن لسنا هكذا على الاطلاق, قد تكون حالات نشاز عابرة ولم تصبح ظاهرة, ومع ذلك يجب أن تحارب مثل هذه الظواهر,ولنعمل على اجتثاث مظاهر القبح مهما كانت,ولايخدعنا بودلير بحديثه عن جمالية القبح وتراسل الحواس, فالأمر مختلف عند الآخر, الذي يريد أن يقول: ها قد حصلنا على شهادات تؤكد صحة مانذهب اليه, أتراه كان فيلم (وراء الابواب المغلقة), يحمل الرسالة الخاطئة,ربما حمل أكثر من ذلك.. إنه مبضع الجراح, مبضع المبدع يميت أحياناً من حيث يريد الشفاء.‏

 

  ديب علي حسن
ديب علي حسن

القراءات: 30264
القراءات: 30270
القراءات: 30273
القراءات: 30264
القراءات: 30267
القراءات: 30280
القراءات: 30266
القراءات: 30267
القراءات: 30262
القراءات: 30267
القراءات: 30276
القراءات: 30275
القراءات: 30261
القراءات: 30261
القراءات: 30265
القراءات: 30273
القراءات: 30271
القراءات: 30266
القراءات: 30262
القراءات: 30271
القراءات: 30265
القراءات: 30275
القراءات: 30287
القراءات: 30271
القراءات: 30271

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية