فالحقيقة تحب الاختباء كما يؤكد فيلسوف آخر هو (هيدجر) وقد يظهرها من مكمنها حدث أو شخص أو إرادة... وعندها لا تعود أبدا إلى الخفاء أو الضياع بل تتحول إلى حالة من الانتشار يملكها الجميع.
ولكي لا تعود الحقيقة أي حقيقة إلى قمقمها فإنني أوثق هنا لما قدمته شاشتنا الصغيرة التي حملت مصباح ديوجين وسلطته باحثة عن حقيقة مرض الإيدز عندنا, وأعتقد أنها المرة الأولى التي تعرض فيها تجارب مرضى حاول أصحابها التغلب على ألم مصابهم بهذا (الإيدز) القادم من المجهول والمغادر إليه والذي يكلف علاج الحالة الواحدة منه الدولة 800 دولار شهريا.
وبتلك الشفافية أسقطت شاشتنا هذا (التابو) المنسوج حول بعض الحقائق المخيفة والمخفية لتنقلها إلى حالة معلنة تصل الكل بالكل فلا تبقى أي نار تحت الرماد تهدد باشتعال حريق,ولتعزز ثقة المواطن بأن عدم المصارحة, تفكير أو أسلوب منتهي الصلاحية ويجب ضبطه وتحويله إلى المحاكمة بمخالفة قوانين التطوير والتحديث إذا ما وجد.
ويقيني أن إعلامنا يسير بهذا الاتجاه باندفاع كبير لإيمانه بأن السكوت عن التقصير أو الإهمال قد أكل الدهر عليه وشرب.
بالتأكيد فإن ما قدمه إعلامنا عن حقيقة مرض ومرضى الإيدز في مجتمعنا لا يمكن أن يكون زوبعة في فنجان شاركنا فيها بمناسبة عالمية فحسب, فأرقام الإصابات التي لم تتعد والحمد لله عندنا أكثر من ,327 منها 125 وافدة وغادرت من حيث أتت هي أرقام مطمئنة ولكي يبقى الكل مع الكل بحالة تواصل فأنا لا أرى مانعا من وضع عدد الإصابات زيادة أو نقصانا إلى جانب اللوحات الرسمية الطرقية التي تعلن عن عدد حوادث المرور بشكل دوري.
وبهذه الشفافية والعلنية يمكن أن ننتصر على فيروس (الإيدز) الخطير.. أولست على حق?!