تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاثنين 18 /10/2004
أسعد عبود
الجزء الأهم من السؤال هو: على أي جهة نقاتل..?

في السياسة وتبعا لها قضايا الحرب والسلم.. في المجتمع.. في العلم.. في الاقتصاد.. علينا كعرب.. كمسلمين..‏

كشعوب بشكل ما مقهورة علينا فعليا أن نحدد جهة القتال.. مع الالتفات إلى مايلي:‏

نادرا في التاريخ, أن تهزم أمة في جبهة وهي متفوقة في كل ما عداها, ونادرا أن تنتصر أمة على جبهة وهي متخلفة في الجبهات الأخرى!!‏

نادرا أن يحقق مجتمع ما تقدما كبيرا في التعليم وهو متخلف في القضاء مثلا.. أو في التربية.. نادرا أن يخسر مجتمع تفوقه في الصناعة إذا كان متقدما في الزراعة.. وكثيرون قالوا:‏

إن قضية التقدم والتخلف كل لا يتجزأ..‏

أنا اعتقد أن النسبة الغالبة من شعوبنا تحب حلبات الملاكمة والمصارعة.. حيث الاستخدام الكبير للعضلات والقوى البدنية, والاستخدام المحدود جدا للعقل.. لاشك أن الملاكمة والمصارعة تحتاج مهارة وعقلا.. ولكن الأصل العضلات ,وبكل الأحوال ليست هنا قضيتنا.. بل القضية إننا نريد أن نأخذ الدنيا صراعا وملاكمة.. وحتى في حلبة الصراع والملاكمة لاتنجح الشعوب المتخلفة إلا لماماً وعلى مبدأ القوة البدنية.‏

طبعا حديثي ليس في الرياضة, إلا بمقدار ما هي الرياضة حياة..‏

دُعينا يوما لسماع الزعيم الماليزي الكبير( مهاتير محمد) في محاضرة له في مكتبة الأسد عندما زار سورية, قبل أن يترك رئاسة الحكومة الماليزية, وقد زارها فيما بعد.. تحدث حديث القائد الذي يبدو أن ليس في البلد والمجتمع الذي يقودهما ما لا يعرفه.. أذهل القوم بحضوره الثقافي والمعرفي, ومقدرة عقله على إيراد أرقام ماليزيا الحديثة بتفاصيل كثيرة دون استعانة بورقة أوغيرها..‏

أظهر البعض اهتماما كبيرا بالتطور والتجربة التي نجحت ماليزيا الصغيرة الرائعة أن تخوضها..‏

وأظهر كثيرون إعجابا بمقدرة مهاتير محمد على إيراد الأرقام.. لكن الجميع تقريبا أقنعهم الشعور بأن ثمة في ماليزيا من يمكن أن ينتقدنا دون جهد ?! وتركز الحوار حول الإعجاب وبماذا ينصحونا لاقتفاء الأثر.. حتى أن حاضرا نهض وحمد وأثنى واتكأ على الأخوة الإسلامية وسأل المحاضر:‏

متى ستبدأ ماليزيا تصنيع الدبابات كي يهزم المسلمون أعداءهم..‏

استهجن الرجل, وأشار بصراحة إلى أننا ليس بالدبابات يمكن أن نهزم أعداءنا.. بل بالعلم الفعلي والتعلم الفعلي.. مؤكدا أن ليس في خطة ماليزيا صناعة الدبابات وعدم لجوئها إلى ذلك لم يحل دون تألقها وانتصارها الفعلي..‏

أطلت المقدمة وأريد أن أصل إلى نقطة لي فيها رأي شخصي..‏

عقلي وذهني وكل ما أؤمن به يدفعني إلى أن أكون مع أي مقاومة لأي احتلال بأي شكل..‏

لكن.. هل المقاومة في الصراع وحلبات الدم وفقط?!‏

أعرف أنها مفروضة علينا.. وأعرف أن مقدرتنا الضعيفة تفرض علينا أساليب متباينة للمقاومة.. لكن السؤال :‏

أليس ارتهان ثرواتنا وأحوالنا وإعلامنا وعلومنا لخصومنا احتلالاً كبيراً مفروضاً علينا..‏

فلماذا لا نقاومه? وكيف نقاومه?..ها هي المصارف من واشنطن إلى بقاع العالم..حبل مشنقة حقيقي يلتف حول الأعناق مرة تجميد أرصدة ومرة سرقة أرصدة, ومرة لعبة الأسعار والفوائد فبماذا نقاوم..?!‏

هل من سبيل إلى العقل والعلم والإرادة..‏

وهل يمكن أن نتخيل مقاومة على جبهة أخرى تكسبنا معركة الحد الأدنى لاستمرار الحياة.. ونحن لا مقاومين لدينا في هذه الجبهة..‏

العلوم.. المعلومة..المصارف.‏

 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 30266
القراءات: 30271
القراءات: 30289
القراءات: 30269
القراءات: 30270
القراءات: 30267
القراءات: 30295
القراءات: 30276
القراءات: 30271
القراءات: 30275
القراءات: 30270
القراءات: 30285
القراءات: 30273
القراءات: 30269
القراءات: 30276
القراءات: 30271
القراءات: 30271
القراءات: 30269
القراءات: 30269
القراءات: 30274
القراءات: 30272
القراءات: 30279
القراءات: 30269
القراءات: 30278
القراءات: 30271
القراءات: 30283
القراءات: 30292
القراءات: 30273

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية