تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاثنين 18 /10/2004
علي نصر الله
برزت في الآونة الأخيرة جملة معطيات جديدة على صعيد العلاقات الإسرائيلية- الأوروبية تدلل على مستوى التدهور الحاصل في هذه العلاقات مع تدهور صورة إسرائيل المتنامي أوروبياً وتفاقم عزلتها دولياً.

وعلى الرغم من أن إسرائيل أخذت تستشعر الخطر الذي يهدد علاقاتها مع الأوروبيين, وذلك في أعقاب التصريحات الشهيرة التي أعلنها خافيير سولانا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي في آب الماضي, وعبر فيها عن تصميم الاتحاد على القيام بدوره في عملية السلام شاءت إسرائيل أم أبت, إلا أنها ما زالت تستقوي بالموقف الأميركي وتواصل عدوانها الوحشي ضد الشعب الفلسطيني وتمضي في بناء الجدار العنصري الفاصل وفي توسيع المستوطنات.‏

ولعل إعلان سولانا مؤخراً عن خطة أوروبية لإحياء عملية السلام تتضمن تحذيراً واضحاً وعلنياً لإسرائيل بفقدان المساعدات الأوربية لها ما لم تتعاون مع جهود السلام المبذولة, وما لم تتوقف عن العدوان والاستيطان وبناء الجدار, يؤكد جدية وعزم الاتحاد الأوروبي على انتزاع دور مهم له في المنطقة, بحكم معرفته العميقة بها لقربها الجغرافي منه, وبحكم مصالحه الواسعة وتأثره المباشر بالحالة التي تعيشها المنطقة من الاستقرار أو عدمه.‏

وإذا ما توقفنا عند تقرير وزارة الخارجية الإسرائيلية الأخير الذي يقر بتوتر العلاقات الإسرائيلية- الأوروبية, ويعكس المخاوف الحقيقية من احتمالات فرض عقوبات دولية ضد إسرائيل, فسنجد أن إسرائيل ماضية إلى مواجهة وصدام حتمي مع الأوروبيين, ذلك أن حكومة أرئيل شارون لا تزال تصر على مواصلة العدوان ورفض أي دور للأوروبيين أو للجنة الرباعية الدولية, وهو الأمر الذي لن يهدد بتعليق اتفاق التجارة الحرة الذي يلوح به الاتحاد الأوروبي وإنما يهدد مستقبل العلاقات بينهما.‏

هذه الحالة التي يعكسها التقرير الإسرائيلي الصادر عن وزارة الخارجية تقدم دليلاً على تخبط وارتباك الحكومة الإسرائيلية, كما تؤكد إفلاس شارون عن تقديم الحلول للمشكلات المتعاظمة التي تواجه إسرائيل, وتفضح سياساتها الإجرامية وتقدم صورة واقعية عن حقيقتها الرافضة لمبدأ السلام, والقائمة على منطق العدوان والتوسع والعنصرية, الذي يحظى بتأييد ودعم الولايات المتحدة.‏

إن الرسالة الجدية التي أراد سولانا توجيهها لإسرائيل من أنه لا يمكن للأوروبيين القبول بإقامة علاقات شراكة اقتصادية معها بمعزل عن القيام بدور سياسي في المنطقة ولا سيما في عملية السلام, يجب أن تدركها الولايات المتحدة أيضاً, والتي ينبغي لها أن تكون قد تعلمت من درس العراق لجهة أنها قادرة على الذهاب إلى الحرب بمفردها, لكنها لن تكون قادرة على صناعة السلام دون شركاء دوليين.‏

كما ينبغي على العرب أن يلتقطوا الرسالة الأوروبية ويعملوا على استثمارها, خاصة أن قيام الاتحاد الأوروبي بدور فاعل وقوي في عملية السلام شكل- ولا يزال- مطلباً عربياً ودولياً, ذلك أن الجانبين العربي والأوروبي يؤمنان بضرورة تعزيز وإقامة علاقات شراكة قوية بينهما, ويعتقدان أن اضطلاع الأوروبييين بدور قوي وفعال إقليمياً ودولياًَ من شأنه أن يقلص من المكانة والهيمنة الأميركية وبالتالي إعادة التوازن الدولي المختل إلى سابق عهده.‏

 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 30388
القراءات: 30388
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30379
القراءات: 30391
القراءات: 30391
القراءات: 30391
القراءات: 30379
القراءات: 30394
القراءات: 30391
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30390
القراءات: 30387
القراءات: 30389
القراءات: 30392
القراءات: 30383
القراءات: 30398
القراءات: 30386
القراءات: 30390
القراءات: 30393
القراءات: 30386
القراءات: 30391
القراءات: 30394
القراءات: 30390
القراءات: 30392
القراءات: 30392
القراءات: 30384
القراءات: 30387
القراءات: 30390
القراءات: 30388
القراءات: 30389
القراءات: 30391
القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30394
القراءات: 30393
القراءات: 30383

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية