تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاثنين 18 /10/2004
مصطفى المقداد
يبقى شهر رمضان الفضيل مناسبة متعددة الخيارات, يتم خلاله استعادة الكثير من العبر السياسية والاجتماعية والاقتصادية,

ولا يقتصر تداول واستعادة حوادثه بين مسلمي بلادنا وحدهم, لكنه أضحى اهتماماً شاملاً باعتباره شهراً يتكرر كل عام بكل ما يحمل من خصوصية اجتماعية وطقوس ينتظرها مواطنونا, ليسجلوا أنهم مجموعة واحدة تتبادل المواقع التي تشكل أسس وركائز بنيان المجتمع الواحد.‏

ولرمضان جلسات وحوارات ليلية, لا تنتهي إلا مع السحور وهي مجالات للالتقاء والتفاهم بين الجميع مستفدين من الوقت المريح والمناسب الذي يتيحه الشهر الكريم للسهر حول موائد مفتوحة يظللها الحب والتآخي الذي يطبع جميع أبناء شعبنا بطوائفه كافة..‏

وينتظر الجميع قدوم الشهر ليستعيدوا ذكريات الطفولة حين كان الطبال يدور على بيوت الحارة ويقرع أبوابها باباً باباً منادياً على كل رب بيت باسمه, منتظراً ما يجود به السكان من خيرات وأرزاق.‏

وبالرغم من أن رمضان طقس عبادي في أساسه, لكنه نشاط اجتماعي يعيد بناء الروابط التي انقطعت بين المتباعدين, ويزيد حجم التبادل والنشاط الاقتصادي نظراً لتغير عادات الانفاق والتسوق والاستهلاك وظهور منتجات ومأكولات خاصة تستعاد خلال رمضان وحده, وتغيب طيلة شهور السنة الباقية.‏

ويتغير النمط المعيشي والاقتصادي في رمضان وربما يكون ذلك الاختلاف والتغير مساوياً في الحجم الى الغاية المتوخاة منه, ففي حين جاء الشهر ليكون شهر الصوم والاقلال من الطعام, وتوفير كميات كبيرة من المال, لكن واقع الحال يشير الى واقع مخالف يقف على الجانب النقيض, بحيث يزداد الانفاق وترتفع معدلات الاستهلاك وفي الوقت نفسه ترتفع نسبة الهدر وكأن لسان الخوف من الفاقة والجوع والحاجة يسعى لجمع فوائض وعوائد كثيرة لمواجهة الاحتياجات الوهمية للفرد, فترى الناس خشية الجوع, هم في جوع, والحقيقة غير ذلك تماماً.‏

ولكن الأمر الذي يخفف من آفة الهدر الاستهلاكي في رمضان, هو المنعكس الاجتماعي لهذا الهدر على العلاقات بين أفراد المجتمع, حيث يكثر من تبادل المواد الاستهلاكية, وتهاديها, فيما يقبل الاشخاص على دعوة بعضهم بعضا, وإقامة المآدب العامرة والتي تفوق حاجة المشاركين كثيرا, لكنها تشير إلى روابط القربى والمحبة التي تجمع بين الملتقين, ومهما يكن من أمر الانفاق في رمضان, فإنه يبقى مناسبة اجتماعية كبرى تجمع أبناء شعبنا جميعا في طقوس توحد بين مختلف العقائد لتثبت أصل الايمان الواحد, وتابعية المواطن الموحدة.‏

 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 30388
القراءات: 30387
القراءات: 30390
القراءات: 30392
القراءات: 30390
القراءات: 30395
القراءات: 30402
القراءات: 30389
القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30386
القراءات: 30389
القراءات: 30387
القراءات: 30392
القراءات: 30395
القراءات: 30385
القراءات: 30387
القراءات: 30392
القراءات: 30381
القراءات: 30391
القراءات: 30392
القراءات: 30389
القراءات: 30389
القراءات: 30393
القراءات: 30389
القراءات: 30393
القراءات: 30391

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية