تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الجمعة 22 /10/2004
أحمد حمادة
بعد مفاوضات طويلة وشاقة تم التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاقية الشراكة الأوروبية- السورية في مقر مفوضية الاتحاد الأوروبي في بروكسل,ورغم بروز الجانب الاقتصادي في الاتفاقية إلا أن بنودها تتعداه إلى مختلف المجالات السياسية والثقافية والأمنية بين الطرفين.

فاتفاق الرأي الأوروبي مع الركائز الأساسية للموقف السوري من عملية السلام الشامل في المنطقة يمثل أمرا بالغ الأهمية من تحقيق الأمن والاستقرار على طرفي المتوسط من خلال الإصرار على مرجعية الأمم المتحدة بعيدا عن سياسات الهيمنة ومحاولات التهميش وجعل المنظمة الدولية أداة طيعة لخدمة أهداف بعينها وتمرير سياسات لقوى بذاتها.‏

ولايتوقف الأمر عند هذه النقطة وحدها بل يتعداه إلى قضايا عديدة ومحاور متنوعة أولها دعم سورية ودول الاتحاد الأوروبي لإعلان برشلونة بأبعاده الثلاثة السياسية والاقتصادية والاجتماعية, والتي تعتبر إنجازا مهماً أعطى أولوية تامة لتحقيق السلام في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط بشقيها الأوروبي والعربي.‏

ولعل السؤال الذي يفرض نفسه هو: كيف يمكن تفعيل الدور الأوروبي في المرحلة القادمة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة انطلاقا من المصالح المشتركة الأوروبية- العربية?!‏

لاشك أن هذه الاتفاقية ستشكل خطوة جديدة لتكريس دور أوروبي أكثر فعالية في حل قضايا منطقتنا وعلى رأسها القضية الفلسطينية, ويمكن تحقيق ذلك من خلال ممارسة الدول الأوروبية المزيد من الضغوط على إسرائيل لإجبارها على تطبيق قرارات الشرعية الدولية, وبشكل يتناسب مع حجم القارة الأوروبية وقوتها وثقلها السياسي على الساحة الدولية, وخصوصا مع وجود دولتين أوروبيتين كعضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي.‏

وإذا كان الجانبان السوري والأوروبي على وجه الخصوص (والعربي -الأوروبي عموما) متفقين على ضرورة العمل لجعل منطقة -الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل, فإن التحدي الحقيقي الذي يواجههما اليوم هو ترسانة إسرائيل النووية الجرثومية والكيماوية التي تهدد بها أمن المنطقة والعالم بأجمعه, وضرورة اتخاذ الاتحاد الأوروبي موقفا حازما تجاهها ولاسيما أن الكيان الإسرائيلي يجاهر علناً بامتلاكها ويهدد باستمرار باستخدامها والتلويح بها.‏

أيضا فإن الحوار البنّاء بين الثقافات والحضارات هو هدف رئيسي تسعى إليه دول حوض المتوسط وعلى رأسها سورية ودول الاتحاد الأوروبي لقطع الطريق أمام تنامي ظواهر العنف ومحاولات إلغاء الآخر وتصفيته, وتأتي اتفاقية الشراكة الحالية لتشكل لبنة جديدة في ترسيخ أسس هذا الحوار وتفعيله في إطار الحضارة الإنسانية الشاملة وبما يخدم مصالح الجميع.‏

وأيا كان الأمر فإن لأوروبا مصالح حيوية مع جميع الدول العربية ومن واجبها الدفاع عن تلك المصالح تحت أي ظرف كان, وللعرب مصالحهم أيضا مع أوروبا وما عليهم إلا أن يعززوا مواقفهم بموقف أوروبي فاعل يحقق التوازن على الساحة الدولية.‏

 

 أحمد حمادة
أحمد حمادة

القراءات: 30385
القراءات: 30390
القراءات: 30391
القراءات: 30389
القراءات: 30386
القراءات: 30388
القراءات: 30383
القراءات: 30387
القراءات: 30385
القراءات: 30397
القراءات: 30387
القراءات: 30388
القراءات: 30387
القراءات: 30390
القراءات: 30388
القراءات: 30393
القراءات: 30391
القراءات: 30390
القراءات: 30396
القراءات: 30390
القراءات: 30394
القراءات: 30392
القراءات: 30394
القراءات: 30389
القراءات: 30396
القراءات: 30383
القراءات: 30387
القراءات: 30396
القراءات: 30379
القراءات: 30396
القراءات: 30391
القراءات: 30390
القراءات: 30387
القراءات: 30396
القراءات: 30395
القراءات: 30391
القراءات: 30390

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية