تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الجمعة 22 /10/2004
قاسم البريدي
(أما المشاة فليدبروا أنفسهم)..يبدو أن هذه المقولة التي سمعناها بالصدفة قبل أكثر من خمسة عشر عاما أثناء مناقشة توسيع طريق داخل دمشق,لا تزال سارية المفعول في كل المدن والأرياف..

بل تكاد تكون قاعدة عامة يطبقها المعنيون بتخطيط المدن والتجمعات السكنية والطرق بقصد أو غير قصد.‏

ولئن كان معيار النجاح الأول والأخير لعلوم الدنيا النظرية أو التطبيقية هو الإنسان.. فكيف لا نفكر بسلامته وأمنه عند تطبيق علم هندسة الطرق في بلادنا ولماذا لانعيره الاهتمام الكافي قبل السماح بتنفيذ أي مشروع ما?‏

أنا واثق مائة بالمائة أنه في أغلب مشاريعنا العمرانية والإنشائية لا تسأل الجهات صاحبة المشروع عن المشاة أبداً والبديل المتاح لهم قبل وأثناء وبعد تنفيذ المشروع.‏

نشق طريقاً جديداً.. أو نوسع طريقاً قديماً.. أو ننشىء نفقاً أو جسراً.. أو نشيد بناء أو رصيفاً.. ولايخطر ببالنا المشاة رغم أن كل الناس في وقت ما هم مشاة سواء امتلكوا سيارة أو دراجة.. فهل تسهيل حركة السيارات أهم منهم?‏

المتحلق الجنوبي- مثلاً- ظل بضع سنوات بلا معابر للمشاة وبعد عشرات حوادث الموت المجاني فطنت الجهات المعنية لإنشاء جسور للمشاة, وكذلك مدخل (أوتوستراد) درعا لم تفطن الجهات نفسها لتوفير معابر آمنة للناس إلا بعد عشرات الضحايا من المارين لا سيما الأطفال والنساء,وحتى أن الشرطة لم تسلم من ذلك, وإلى الآن لا تزال المشكلة بلا حل دائم خصوصاً وأن سوق الخضار الرئيسي للدحاديل يقع في الجهة المقابلة لهذا الشارع العريض,ما يضطر السكان لعبوره عدة مرات يومياً للتسوق.‏

وعندما نفذت حديقة الحيوانات جانب أوتوستراد العدوي لم يخطر ببال المعنيين كيف سيصل إليها الزوار ويجتازون هذا الشارع الخطر جدا على كل من يفكر بعبوره ولو كان(سوبرمان)..وهذه الأمثلة التي لا تنتهي ليست سوى غيض من فيض وتؤكد علناً التجاهل التام للمشاة.‏

فإلى متى سنبقى نتجاهل المشاة.. وحتى إن تذكرناهم متأخراً فإن الحلول تكون ناقصة ولا تراعي أن هناك مسنين أو مرضى لا يستطيعون صعود جسور المشاة المرتفعة والضيقة.. فكم من جسر أو نفق للمشاة ثبت فشله بعد إنشائه وهدر أموال طائلة عليه..ولماذا لا نكرر تجربة نفق مشاة الحميدية الناجح مع السلالم المتحركة,ومحلات استثمار في شارع الاتحاد بالبحصة مثلا..ولماذا لا نراعي أن يبقى المواطن فوق سطح الأرض بينما السيارات بإمكانها أن تعبر الأنفاق والجسور بسهولة..وما المعيب بأن تبقى إشارات المرور الخاصة بالمشاة في المدن أو الضواحي طالما أن في ذلك السلامة للجميع..وما المانع أن يتفقد المحافظون ذات يوم وبرفقة أساتذة علم المرور شوارع مدنهم والبلدات والقرى التابعة لمحافظتهم..?‏

 

 قاسم البريدي
قاسم البريدي

القراءات: 30260
القراءات: 30257
القراءات: 30258
القراءات: 30275
القراءات: 30253
القراءات: 30254
القراءات: 30256
القراءات: 30259
القراءات: 30260
القراءات: 30252
القراءات: 30258
القراءات: 30262
القراءات: 30270
القراءات: 30262
القراءات: 30258
القراءات: 30256
القراءات: 30257
القراءات: 30266
القراءات: 30260
القراءات: 30264
القراءات: 30260
القراءات: 30264
القراءات: 30260
القراءات: 30261
القراءات: 30260
القراءات: 30257
القراءات: 30256
القراءات: 30260
القراءات: 30256

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية