الذي تقرر عقده في أواخر الشهر القادم بالقاهرة الذي تحضره الدول المجاورة للعراق ودول الثماني والجامعة العربية والأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي, والذي من المحتمل أن يبلور الشكل العام لهذه الانتخابات وكيفية دعمها وإنجاحها في هذا الإطار.
مارشح حتى الآن أن هذا المؤتمر سيقتصر الحضور فيه على الجهات الحكومية والرسمية خلافا للرغبة الفرنسية بدعوة كل الأطراف العراقية بما في ذلك حركات المقاومة المسلحة,وأنه سيناقش ثلاثة محاور,الأول يركز على كيفية دعم هذه الانتخابات واستعادة الشعب العراقي لسيادته,والثاني والثالث في المسألتين الأمنية والاقتصادية.
على مايبدو, إن الاتفاق على عقد هذا المؤتمر ومناقشة المحاور المذكورة لم يلغ موضوع الخلافات القائمة بين الاطراف المشاركة حول قضية إنهاء الاحتلال ومطالبة الولايات بوضع جدول زمني لإنجاز هذا الهدف, ومن أكد استمرار هذه الخلافات تصريحات معاون وزير الخارجية الأميركي وليم بيرنز التي أدلى بها في القاهرة بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك حيث لم يلمح أو يشير إلى هذا الموضوع رغم إلحاح الصحفيين, واكتفى بالقول: إن جدول أعمال المؤتمر يدور حول تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم /1546/ حتى يتمكن العراقيون من بسط سيطرتهم على بلادهم بمساعدة الأمم المتحدة دون إن يشير الى مستقبل وجود القوات المحتلة في العراق.
لاشك إن التحضير لهذه الانتخابات بما يضمن للمواطن العراقي الحرية والاختيار في التعبير عن رأيه يشكل الضمان الأساسي لنجاحها من حيث المظهر والشكل, ولكن الأهم من ذلك أن تفضي هذه الانتخابات إلى تحقيق مطالب الشعب العراقي بأسرع وقت ممكن, وعلى رأسها إنهاء الاحتلال وإعادة السيادة للعراقيين الذين هم المعنيون بهذه الانتخابات,ومن المفترض أن تكون مطالبهم في جوهر ولب العملية الانتخابية بتداعياتها السياسية والأمنية والاقتصادية.
مايمكن استنتاجه من التصريحات الأميركية حول موضوع إنهاء الاحتلال لايبشر بالخير ولاسيما وأنه حتى الآن ورغم مرور أكثر من عام ونصف العام على الغزو الأنكلو أميركي للعراق لم يصدر أي تصريح عن إدارة بوش يتضمن إشارة مباشرة أوغير مباشرة لانسحاب القوات الأميركية, والاستمرار بربط هذا الموضوع المفصلي في بعودة الأمن والاستقرار إلى العراق بطلب من الحكومة العراقية لم يعد مقبولا, وهو بمثابة التهرب المفضوح من الاستجابة للمطالب العراقية.
إن مؤتمر القاهرة يمكن أن يشكل أرضية مناسبة لوضع الولايات المتحدة أمام مسؤولياتها ووعودها السابقة إذا استطاع أن يبلور موقفا واضحا وصريحا من مسألة بقاء القوات المحتلة للعراق,وبقدر مايستجيب هذا الموقف للمطالب العراقية بإنهاء الاحتلال سريعا, يكون النجاح حليفاً للانتخابات ,فالشعب العراقي يتوق للتحرر والاستقرار وإنهاء حالة الفوضى وعدم الاستقرار وهذه الحالة مرهونة بزوال الاحتلال قبل كل شيء.