حتى غدونا على الدنيا سلاطين
كنا نقرؤه..كنا نتلوه بابتهاج مثله آلاف الأبيات ومئات القصائد..وهو وغيره بكل ما حمل من استثارة العزة بالنفس,كان حجابا, استخدمناه كي لا نرى الحقائق..لا حقائق التاريخ الذي مضى ولا حقائق اليوم الذي نحياه..
ديغول خبر دولتك
باريس مربط خيلنا
كنا نغنيها..غنينا غيرها عشرات مئات الأغاني,للمنفخة من جهة ومن أجل انتظام خبطة الدبكة على وقعها..لا بأس فالحماس يحرك المشاعر..لكن..الاستعارات غير الدقيقة من التاريخ ومن الواقع تعمي عن الرؤيا..وقادنا العمى الى الخطوات المحبوبة غير القابلة للاستمرار ولا للبناء عليها بدءا من الوحدة العربية وانتهاء بالاشتراكيات العربية والاسلامية الملونة مهما اختلفت ألوانها..مناضلون فاشلون اعتمدوا تلك الاستعارات التراثية حقائق ومنطلقات,فأوصلوا هذه المهمة الى حدود الانهيار (أتراها ما زالت عند الحدود)..الشاعر اليمني الكفيف عبد الله البردوني تمنى أن ينهار ذاك الجدار كي ينتهي خوفه من الانهيار..
ونحن والانهيار في كل مكان على ماذا نخاف?!..على خوفنا?!..أم على الكذب والادعاءات الفارغة في حياتنا..
القادمون من وراء البحار مجرمون كفرة,,وفي الفلوجة مئة عمورية..وفي فلسطين جراح لا يتوقف نزفها..هل ثمة فرصة للتفاؤل..أقول نعم.. إنها فرصة التفاؤل بأن كل التفاؤلات التي قامت على الجهل والعمى وادعاءات الاستعانة بالتراث بسذاجة ترى أن نحيي التراث كي نحيا فيه ونعيده قانونا ومبدأ?!..سقوط هذا التفاؤل الكاذب الذي أوصلنا إلى هنا هو مدعاة التفاؤل مهمة جدا,إن لم نعد الكرة ونغطي السموات بالقبوات..إن فهمنا كيف نفصل بين الحقيقة والكذب..بين الممكن والمستحيل ..بين العلم والجهل..بين المقاومة والإجرام...
نحن دعونا العالم لأن ننشىء تعريفا للارهاب فنميزه عن المقاومة..وذلك كلام حق وعدل..ويجب أن يفهم العالم كله أن إرهابا أو لا إرهاب فإن الاحتلال ينتج المقاومة..لكن ..لماذا لا ينطلق الصوت العربي جهورا يوضح الفرق بين المقاومة والإجرام ?! سمه ارهابا أو ماشئت..
الفلوجة تحت الحصار.. العراق ينزف دما.. وكذا فلسطين.. فلا ذاك القادم من وراء البحر برداء الكذب والخداع والنفاق (ديمقراطية أو حقوق إنسان أو غيرها) جاء من أجل سواد عيني ولا ذاك الخاطف القاتل قاطع الرؤوس مقاوم يدافع عني.
كفانا جهلا.. ولنقرأ التاريخ والحقائق والمستقبل على ضوء ما يجري من انهيار أخير للقراءات الكاذبة السابقة.
القادمون من وراء البحار مستعدون للتفاهم مع أصحاب السير في الجهل وشذوذ السلوك.. إن حققوا منهم المآرب.
والقابعون هنا القارئون الكاذبون للتاريخ والمستقبل.. يحققون للقادم مآربه, كي يستروا ما ارتكبوا من جرائم على حساب هذه وتحت شعارات: إننا سلاطين الدنيا.
وأن واشنطن ربما مربط خيلنا.