ويبدو أيضا أن هذه الرسالة التي مهرت بدم الأبرياء لم تصل بعد لمن يعطيها الاهتمام المطلوب ويوقف نزيف الدم المجاني الذي تسببه رداءة الطريق ورعونة السائقين واستهتارهم فترى هذه الطريق ميدانا للسباقات بين وسائل النقل الجماعية والشاحنات والقاطرات الطويلة والسيارات السياحية وغيرها بينما لا يجد مستخدمو الطريق غير الرعب الذي يرافقهم حتى الوصول إلى مبتغاهم فيجدون قلوب الناس تهنؤهم على سلامة الوصول.
في الأونة الأخيرة شهدت الطريق المذكورة عشرات حوادث السير المؤلمة بنتائجها وارتفع عدد الضحايا ليشكل هاجسا أمام كل من يستخدم الطريق, فالحافلات العائدة لبعض شركات النقل لا تكترث بما يجري ولا تهز الحوادث شعره من رأس سائقيها وأصحابها يدركون أن التأمين سيتكفل بدفع الأموال وتعويض الأضرار. أما القاطرات الطويلة فلها أسلوب لا يخلو من الاستهتار في السيارات الصغيرة وتبدأ تتلوى على الطريق الرديئة وكأنها أفعى في الظهيرة تنفث سمومها على جانبي الطريق فتنعطف دون سابق إنذار سانحة المجال لفرص مؤكدة لوقوع الحادث, وتجدر الإشارة إلى أن مركز شرطة الطرق العامة الذي يقع في منتصف المسافة تحول عناصره إلى مسعفين ليس بيدهم ما يفعلونه لأن المركز يفتقد إلى أبسط وسائل الإنقاذ.
وإذا عدنا إلى الطريق التي تكثر فيها الحوادث نقرأ سوء التنفيذ بسبب كثرة الانعطافات والالتفافات التي لا وجود فيها لأبسط قواعد هندسة الطرق, هذا غير الحديث عن عدم وجود منصف . والحاجة إلى شاخصات تنبه للالتزام بقواعد السرعة... لكن كثرة الاشغالات والحفريات والتوسعات التي استغرقت وقتا طويلا دون أن تنتهي جعلت الامان في هذه الطريق صعبا جدا.. كما أن تنفيذ الأطاريف الأسفلتية لا يقل سوءا عن تنفيذ الطريق فهي ترتفع أكثر من 15- 20 سم عن الطريق أو تنخفض عنها بالمسافة ذاتها ما يعرض الآليات المسرعة إلى الانقلاب والتدهور, وإذا حاول سائق تجنبها يفاجئه سائق قادم بالاتجاه المعاكس وهكذا تستمر الأمور من السيء إلى الأسوأ.
أذكر عندما وضعوا المسامير الفوسفورية شكرناهم لكننا لم نكن نعلم أنها مجرد هياكل لصقت بمادة لاصقة رديئة فاقتلعتها عجلات الشاحنات الثقيلة, وجاء القميص الإسفلتي ليقضي على الجزء الكبير منها, وكأن قيمة هذه المسامير التي زادت عن 50 مليون ليرة ذهبت هدرا دونما سؤال.
وأذكر أصواتا ارتفعت تدعو المتعهدين والمسؤولين عن تنفيذ الطريق لزيارة السويداء باستخدام هذه الطريق.. لكن الخشية ألا يصل هؤلاء بسبب احتمال وقوع الحوادث ربما كان ذلك ما أخر مثل هذه الزيارة لوقت بعيد .
المهم هنا أن الكثيرين ونحن منهم نتوجه بالنداء لوقف النزيف على طريق دمشق- السويداء ونأمل حلولا عاجلة شافية فهل نفعل?!