ومن باب التكهن ايضا باحتمال قيام حرب اهلية بين العراقيين , تبددهم وتشتت صفهم , وتحرمهم الامن والاستقرار والازدهار الذي يرفلون بأثوابه اليوم , صارح الرئيس بوش ناخبيه امس الاول , أنه لن يستطيع الانسحاب من العراق ولاتحديد موعد له في المدى المنظور !
ومن الباب ذاته , باب التكهن والضرب بالرمل السياسي , باحتمال تحول البرنامج النووي السلمي الايراني الى برنامج عسكري , يقود الرئيس بوش وادارته اليوم حملة التحريض المستعرة ضد ايران , يناشد العالم الضغط عليها لوقف برنامجها النووي , فيما تزدحم الكواليس العسكرية والسياسية والمخابراتية في اميركا واسرائيل بمخططات وسيناريوهات ضرب وتدمير ذلك البرنامج ومنشآته !
هكذا هي عين (الحب) الاميركية , عمياء او عوراء لافرق , لكنها هكذا , ترى طيورنا كسيحة ومشلولة ولو حلقت , وترى العنزة الاسرائيلية محلقة ولوجثت .
ومثل العين , كذلك الانف الاميركية , لم تزكمها روائح المفاعل النووي الاسرائيلي (ديمونا), التي انتشرت في المنطقة وتتوعدها كلها بكارثة بيئية وبشرية فظيعة , في حين اشتمت ماليس برائحة قادما من ايران , يهدد المنطقة وامنها وشعوبها , وفي المقدمة النموذج (الرائع) للأمن والديمقراطية وحقوق الانسان , الذي اقامه الاحتلال الاميركي في العراق , وينعم به العراقيون اليوم , دما نازفا وظلما مقيما وحرية موءودة ?
اما اليد الاميركية فأكثر رعونة وعنصرية من العين والانف , انها الشحنة الناسفة تتنقل بين ابواب المساجد والعتبات والكنائس والمشافي , تشظي العراق وتفتته كل يوم , تساوي ليله بالنهار وماضيه بالمستقبل .
واما العقل السياسي الاميركي المدبر , ففلسفة دم وموت والغاء للآخر , تدمر التاريخ ولاتديره , تقلبه على قفاه , فلسفة تعويذة وسوء طالع ورسائل إلهية مدماة , تسوق الوهم ولاتستغرق فيه , تنشره وتحتفظ بالأرومة في الادراج السرية !
هل نتكهن بنزيل جديد في البيت الابيض خلال الاشهر القادمة , يوقف حروب التكهنات التي اعلنها الرئيس بوش حول العالم ?
طامة كبرى ان تأتي نتائج تكهناتنا كنتائج تكهنات الرئيس بوش , وهذا يعني ان لدينا جورج بوش متجدداً سوف يتكهن ان اعادة انتخابه رسالة سماوية جديدة , وبالتالي , حروب جديدة !!