تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الخميس 12/8/2004
علي قاسم
الحاخام شلومو عمار أحد كبيري الحاخامات في إسرائيل زار الهند لبحث إمكانية السماح بهجرة الآلاف المتحدرين من (سبط منسي) وتائه, استذكرته الوكالة الصهيونية على حين غرة من أجل استقدام المزيد من المهاجرين.

ويأتي ذلك في إطار تكثيف الجهود بشكل متواتر لتعويض التراجع في أعداد المهاجرين من جهة, وللتخفيف من حدة الانعكاسات الناتجة عن مغادرة آلاف اليهود إلى أوروبا وترك إسرائيل نهائياً بسبب فقدان الأمن واستفحال الأزمات الاقتصادية والاجتماعية. ‏

واللافت أن إصرار إسرائيل على استقدام المزيد من المهاجرين, يؤكد الرغبة في العدوان والتوسع, ويطرح الإشكالية السياسية القائمة من بابها الواسع. ‏

ألا يشكل ذلك في محصلته النهائية حرمان المزيد من الفلسطينيين من أراضيهم وبيوتهم? ألا يفرض ذلك واقعا تدفع الحاجة الملحة ليطفو على السطح?! ‏

قد لا تكون هذه نهاية المطاف في الأسئلة المطروحة, وليست القضية في إضافة آلاف جاؤوا لاغتصاب آلاف أخرى من الأراضي, بقدر ما هي معضلة لا بد من التعاطي معها على قدر التحديات التي تشكلها. ‏

والواقع المرير في التبرير الايديولوجي للفكر الصهيوني الذي يحاول أن يحاجج بذرائع واهية لم يعد العقل يقبلها, ولا المنطق قادر على فهمها, حيث التناقض يصل حد الإلغاء. ‏

لسنا في وارد دحض حجج وذرائع سقطت من تلقاء نفسها, والمبالغة في ترديدها, بل والاحتماء بها, يعيد إنتاج المغالطات الضاغطة على المشهد الدولي, حيث التبدلات الحاصلة تؤشر إلى عمق ذلك المأزق, كما تؤكد استفحال الأزمة إلى حدود غير مسبوقة. ‏

والبحث الصهيوني الدائر من أثيوبيا إلى الهند مروراً بكل البقاع التي قد يلتقي فيها بعض ( المنسيين) لاتقتصر مدلولاته عند الإشارات العادية التي يفرزها, بل هو يؤسس من حيث المبدأ, لتلك العقيدة التي تستقوي بالذرائع المدججة بالترهيب, حتى أضحت المقولات انعكاساً لأفعال شديدة الوطأة كما هي شديدة الغرابة. ‏

لا أحد يصدق أن ما يشهده العالم من تلك التبدلات المثيرة, وحتى الصاخبة لم يؤثر في مسار الأحداث إلى حد الاحتكام إلى المغالطات ذاتها لتقييم أفق المحاولة الصهيونية الجديدة والمتجددة. ‏

وربما كان من الصعب تجاوز الكثير من الإفرازات الخطيرة القائمة على توظيف المفارقة, لإحداث اختراق في الفشل القائم الذي يواجهه الفكر الصهيوني عموماً, أو للحد من مساحة الهزيمة التي تتلقاها الحركة الصهيونية خصوصاً. ‏

ولكن ذلك لا يمنع من إعادة التأكيد, وبكثير من الإلحاح على مقولة البحث في الاتجاه الآخر عن طرق متاحة ومشروعة لكشف ذلك الجانب الأكثر تضليلاً في الممارسة الصهيونية وفي دعايتها. ‏

الوقت لم يفت بعد, ربما ضاع الكثير منه, لكن لا تزال هناك فرصة للاستدراك, خصوصاً أن المناخات القائمة تؤكد ذلك, بل وتدفع باتجاهه, والجميع معني, بل ومطالب في حدود موقعه ودوره للاستجابة وحتى للمبادرة. ‏

 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 30397
القراءات: 30393
القراءات: 30385
القراءات: 30387
القراءات: 30388
القراءات: 30384
القراءات: 30388
القراءات: 30390
القراءات: 30393
القراءات: 30390
القراءات: 30387
القراءات: 30393
القراءات: 30390
القراءات: 30385
القراءات: 30390
القراءات: 30385
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30389
القراءات: 30392
القراءات: 30389
القراءات: 30385
القراءات: 30391
القراءات: 30392
القراءات: 30388
القراءات: 30393
القراءات: 30385
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30389
القراءات: 30387
القراءات: 30388
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30390
القراءات: 30386
القراءات: 30391
القراءات: 30391
القراءات: 30386
القراءات: 30385
القراءات: 30389
القراءات: 30384
القراءات: 30386
القراءات: 30393
القراءات: 30385
القراءات: 30383
القراءات: 30392
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30385

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية