تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاثنين 16/8/2004
أسعد عبود
عشقت امرأة من قريتنا السينما ورأتها عالما من السحر الجميل. ثم قدر لهذه المرأة أن تزور مدينة السينما في (هوليوود) بلوس انجلوس بأميركا.. هناك اكتشفت كيف تصور الزلازل والكوارث والحروب وقصص الحب والمغامرات, فأصابها احباط شديد, وفقدت السينما سحرها?!

السينمائيون هواة يتعاملون بالصورة.. السحرة محترفون يقدمون الصورة دون تصوير.. فيصاب مشاهدهم بدهشة الغرابة.. لكن المدهش الحقيقي للإنسان, هو رغبته في الاندهاش.. ‏

فكوا طلاسم السحر فتنتهي الدهشة..?! ‏

أوقفوا استعدادنا للاندهاش.. فتسقط طلاسم السحر أكان نتاج هواة كالسينمائيين أم محترفين كالحواة.. ‏

وهذا العملاق الرهيب الى درجة السحر, الذي جثم فوق الصدر.. لا بل فوق العقول.. تحديدا فوق العقول.. هو دون شك عملاق.. وهو دون شك رهيب.. لكنه بدأ يفك طلاسم سحره.. ويرسم حدود النهاية... فقط علينا أن نقرأ الحقائق كما تطرح نفسها وستجدون أن العملاق بدأ يقزم نفسه وهو يكشف أوراقه.. ‏

أميركا مرعبة.. هذا صحيح.. وقد أرادت إدارتها أن تجعل منها الدولة المرعبة, لإرهاب العالم كل العالم.. ‏

دولة عظمى أرادت تغيير نظام سياسي في بلد مهما كبر هو صغير (العراق) فأوقعت الموت والخراب وطوفان الدم.. وتقول -هي تقول- :إنه مازال لذاك النظام العراقي السابق وجود, بل ومقاومة..?! فأية عظمى هذه?! أكل ذلك من أجل انقلاب?! لماذا لم يستعينوا بخبرة أحد ضباط العالم الثالث فيوقع لهم الانقلاب بعشر دبابات ومئة جندي وكفى?! ‏

لننهي دهشتنا.. سواء كان مبعثها الإعجاب أم الاستنكار.. ‏

المدهش الوحيد في كل ما يجري هو صغر العقول. وقباحة هذه المغامرة.. هكذا كشف حماة حقوق الإنسان والحريات والديمقراطيات والسلام.. حجم الزيف في ذلك كله, ففكوا شيئا من طلاسم السحر.. وصغر العملاق.. ‏

لا تندهشوا.. حتى لما جرى في أبو غريب.. لا تندهشوا حتى لنداء زعيم البنتاغون بأوسمته المستحقة عن (النصر) يشكو من قناة فضائية تنطق بالعربية التي يجهلها معظم أبناء شعبه!? ‏

لا تندهشوا.. فلا هذا ولا ذاك بمقطع طارىء في الحياة الأميركية بل هو انكشاف للسحر الذي رغبنا أن يدهشنا فاندهشنا له.. ‏

ليست الأنسة (إنغلاند).. مقطعا طارئا في حياة الجيش الأميركي.. هذه المرأة البيضاء الأميركية, لم تتعلم في أبو غريب أن تعري رجلا وتقيد عنقه بقيد كلب وتجره.. هذه سلالة بذاكرة موروثة, تنده بها أصوات البنتاغون والصدى من البيت الأبيض, أن اقدمي.. فما هم إلا كلاب..! ‏

إنها العنصرية.. استفاقت أو أنها لم تنم.. والعنصرية لا تقوم للعرق أو الدين أو اللون وفقط.. بل هي عنصرية الرغبة في السيطرة الكاملة. وما جرى في أبو غريب لا يستهجنه من عرفوا سجون أميركا.. ولاسيما إن كانوا سودا أو آسيويين.. هذه حقائق تعيش في ضمائرهم تسكن عندما يسأل المرء عن تصرفاته.. وتفحش عندما يجير أخطاءه إلى الله.. وهي إحدى سمات المحافظين الجدد في أميركا.. ‏

ألم يقل الرئيس بوش يوما: إن ربه الله ورب غيره صنم!? هي العنصرية لإنجيلي محافظ.. ‏

إنها ملامح انهيار الامبراطورية الأميركية.. ‏

 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 30385
القراءات: 30389
القراءات: 30391
القراءات: 30390
القراءات: 30390
القراءات: 30386
القراءات: 30389
القراءات: 30393
القراءات: 30391
القراءات: 30388
القراءات: 30392
القراءات: 30388
القراءات: 30390
القراءات: 30385
القراءات: 30392
القراءات: 30394
القراءات: 30387
القراءات: 30393
القراءات: 30390
القراءات: 30390
القراءات: 30394
القراءات: 30393
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30394
القراءات: 30394
القراءات: 30401
القراءات: 30385

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية