نسحب أطفالنا باتجاه لعبة قصية قبل أن تخترق المساومة آذانهم وتخدش وعيهم وتقلب معاييرهم, لكن مكبرات الصوت بالمرصاد, تبشرنا بأن الصبية رقم أربعة قد أقصت الصبية رقم واحد عن عرش الألوف المكومة عند الأقدام كرمى للعيون, إذ دفع شباب ال¯.. (من بلد ثالث) سبعة آلاف ليرة عدا ونقدا تقديرا للجمال.
سأفترض (لأننا غادرنا المكان بسبب تلوث الهواء) أن المزاد سينتهي عند هذه الحدود, أي الاكتفاء بالتثمين واعتبار الجمال عملة يمكن صرفها بالليرات أو الدولارات, لا فرق.. لكنها تظل غير أخلاقية, طالما أن المبدأ المعتمد هو تسعير الجمال, أي تسليعه, وبالتالي تحويل الفتاة إلى سلعة معروضة وصفقة محتملة...
مع ذلك, فإنني وان ظللت لا أقبل, لكنني أفهم أن تتم هكذا صفقات في الأندية الليلية أو في الخفاء, حيث الجميع من الراشدين والراغبين بهكذا معايرة ومعايير, أما أن يستباح مكان عائلي خصص بالأصل للأطفال والشباب, كي يجدوا متنفسا بريئا لطاقاتهم, فهذا هو الأمر غير المقبول وغير المفهوم..
وما أدرانا في العام القادم, أن نجد الأطفال موضوع المزاودة القادمة..!!
<