تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

أحمد حمادة
كانت الصين على الدوام ولاتزال تؤيد الحقوق العربية وتدعم القضايا العربية العادلة, وتدعو إلى انسحاب إسرائيل من كافة الأراضي العربية المحتلة, وإلى إيجاد تسوية سلمية وعادلة للصراع العربي- الإسرائيلي من خلال المفاوضات وعلى أساس قرارات منظمة الأمم المتحدة ومبدأ الأرض مقابل السلام.‏

كما أكدت القيادة الصينية غير مرة وفي أكثر من مناسبة أن المسارين السوري واللبناني يعدان جزءاً هاماً في عملية السلام ولايجوز تجاوزهما ولايمكن إحراز أي تقدم في هذه العملية ما لم يكن السلام شاملاً وعادلاً ومتوازياً على جميع المسارات.‏‏‏ ‏

وفي السنوات الأخيرة عيّنت بكين مبعوثاً خاصاًَ لها إلى منطقة الشرق الأوسط للدلالة على رغبتها في تفعيل هذا الدور, فلم تكتف بالأقوال بل تعدتها إلى الأفعال وإلى بذل كل جهودها على أرض الواقع لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة.‏‏‏ ‏

وفيما يتعلق بما يسمى قانون محاسبة سورية وقرار العقوبات الأميركية ضدها رفضت الصين اعتماد سياسة الضغط والابتزاز في العلاقات الدولية وأكدت على ضرورة معالجة أي خلاف بالطرق السلمية, وعلى أساس المساواة والتشاور عبر القنوات الدبلوماسية.‏‏‏ ‏

ومثلما وقفت بكين ضد الحرب على العراق وطالبت بإنهاء احتلاله وإعطاء دور حقيقي للأمم المتحدة في إعادة إعماره, فإنها وضعت كل ثقلها لإعادة حالة التوازن إلى الساحة الدولية بعد أن حاولت واشنطن فرض سياسة القطب الواحد وتنفيذ هيمنتها على المنظمة الدولية وقراراتها.‏‏‏ ‏

لهذه الأسباب مجتمعة., ولثقل الصين في محيطها الاقليمي والدولي وتأثيرها على التكتلات السياسية والاقتصادية من خلال عضويتها بأكثر من منظمة إقليمية ودولية, ولمكانتها الدولية المرموقة كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي يؤهلها للعب دور أكبر في تطويق الأزمات العالمية, ولتبوئها مركزا اقتصادياً كبيراً على المستوى العالمي, فإن العرب مطالبون بتعزيز أواصر الصداقة معها وتمتين علاقاتهم الاقتصادية والسياسية مع هذا العملاق الكبير.‏‏‏ ‏

من هنا تأتي أهمية الزيارة التي يقوم بها السيد الرئيس بشار الأسد إلى الصين, وخصوصاً أن الموقفين السوري والصيني يتفقان على العديد من النقاط والقضايا سواء فيما يتعلق بالصراع العربي- الإسرائيلي وعملية السلام أو بإعادة السيادة إلى العراق وإنهاء الاحتلال الأنكلو- أميركي له بأسرع وقت ممكن وكذلك بضرورة إصلاح الأمم المتحدة واستقلال قرارها وإخراجها من تحت عباءة الهيمنة على دورها من قبل القوى العظمى.‏‏‏ ‏

إن الصين لاعب دولي كبير وهي كقوة سياسية واقتصادية عظمى تحاول توسيع علاقاتها مع بلدان العالم, ومن هنا فإن الزيارة تجسد الرغبة السورية الكاملة بالإفادة من التجربة الصينية وتمتين العلاقات مع بكين على قاعدة المصالح المشتركة, وحثها على لعب دور أكبر في عملية السلام يتناسب مع حجمها السياسي العالمي.‏‏‏ ‏

‏ ‏

‏‏‏‏

 

 أحمد حمادة
أحمد حمادة

القراءات: 30384
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30389
القراءات: 30386
القراءات: 30388
القراءات: 30383
القراءات: 30387
القراءات: 30385
القراءات: 30397
القراءات: 30387
القراءات: 30388
القراءات: 30387
القراءات: 30389
القراءات: 30388
القراءات: 30393
القراءات: 30391
القراءات: 30389
القراءات: 30396
القراءات: 30390
القراءات: 30394
القراءات: 30392
القراءات: 30394
القراءات: 30389
القراءات: 30396
القراءات: 30383
القراءات: 30387
القراءات: 30396
القراءات: 30379
القراءات: 30396
القراءات: 30391
القراءات: 30390
القراءات: 30387
القراءات: 30396
القراءات: 30395
القراءات: 30391
القراءات: 30389

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية