ليس لديهم من الافكار الا الاكثر ابتذالا يعيشون حيوات باردة وفارغة لا يخرجون منها الا بالخبرات الاكثر شيوعا وهكذا يضطرون ¯ اذ يقررون الانخراط في مهنة الكتابة- الى اعادة انتاج السائد والراسخ من المقولات والافكار وغالبا ما يغلف هؤلاء قلة معرفتهم بل وجبنهم بذرائع لا تنتمي الى الادب ولا سيما تلك الذريعة الواهية المسماة: ادب اخلاقي ملتزم حيث تدور الروايات والقصص حول ابطال طيبين مستقيمين يرددون عبر صفحات طويلة من الثرثرة شعارات مستهلكة ومواعظ عتيقة .لا مكان هنا لنفوس معقدة وارواح مضطربة وعقول متشككة , الابطال ومنذ الصفحات الاولى حاسمون يدركون تماما اية اهداف نبيلة خلقوا من اجلها يسيرون في خط مستقيم الى نهايات ان لم تكن سعيدة فهي بالتأكيد مشرفة ومجيدة اما الاشرار فهم مجرد ظلال قاتمة على الهوامش يفيدون في شيئ واحد فقط:
ان يكونوا ادوات توضيحية للدروس الاخلاقية التي يلقننا اياها مربونا الفاضلون.
هؤلاء الكتاب لا يغامرون بالذهاب ا لى اماكن بعيدة ولا يرتادون اراضي مجهولة, يدينون الرذيلة بان لا يقربوها في كتاباتهم على الاطلاق ولذلك فهم يصلون الى نتائج مضمونة ولكنها بالطبع بلا قيمة لاننا ببساطة نستطيع الحصول عليها من اوراق الروزنامات ..
الاخلاق في الادب غير الاخلاق في الحياة ,في الادب تكون الاخلاق الحميدة ما دة غيرخلاقة, ارض جدباء لا تثمر سوى افكار منمطة وشخصيات معلبة, باختصار : اعمال مبسترة بلا طعم ولا رائحة ولذلك تخرج روايات وقصص كتابنا الاخلاقيين والذين لا زالوا يخلطون بين الادب كمفهوم ابداعي والادب بالمعنى الشعبي اي اللباقة والتهذيب .. تخرج هذه الاعمال على هذا الشكل من الضجر والفراغ.
ستقولون ان هذه مسألة قديمة حسمت منذ ايام المنفلوطي. حسنا اذاً ا قرؤوا نتاجات الرعيل الجديد من كتاب الاخلاق الحميدة والذي يرعاه اتحاد الكتاب بكل فخر واعتزاز ..