قبل كيري كان الامين العام للامم المتحدة , وفي فورة صدق عارمة , قال عن هذه الحرب انها ليست مشروعة, وكما لو ان اشباح بطرس غالي لم تكن تسكنه في لحظة البوح تلك .
ترى , كم لحظة بوح وصدق يحتاج العالم كي يتخلص من ادرانه ?
المهم ان كيري الذي يمكن ان يصل الى البيت الابيض , ولو بقرار محكمة على طريقة الرئيس بوش نفسه , يراها (حربا لانهاية لها) , أي لايمكن لقوة او سياسة ان تحسمها نهائيا , والمهم ايضا ان يكون كيري ونصف الاميركيين على الاقل مقتنعاً بأن لا نهاية لها فعلا ً !
ايا كان الذي سيقوله الرئيس بوش في افتتاح الدورة 95 للجمعية العامة , وايا ً كانت وعوده للاميركيين والعالم , فإن حربه الظالمة على العراق لن تنتهي, مادام ينهال بالضرب المبرح على ظل الفيل وليس على الفيل نفسه ?
اما كيري فقد قال شيئاً ولم يقل كل شيء , لم يقل ان الارهاب فكر وطرائق تفكير , وليس دولاً ذات سيادة وشعوبا ترنو الى الحرية والديمقراطية , ليس آبار نفط ومشاريع استعمار في هيئة اعمار وبمليارات الدولارات , لم يقل ان الارهاب لادين له ولا انتماء , وان اجتثاثه لايكون بقوة عسكرية جبارة او بسياسة انحياز اعمى لطرف دون آخر ?
اجتثاث الارهاب يبدأ بلحظة بوح صادقة على طريقة كوفي عنان , بإعمال يد الحق والمساواة بين الشعوب والثقافات , وباحترام الآخر لابالتعالي عليه او الغائه او كتم انفاسه , لكنه يبدأ قبل كل هذا وذاك , بلجم آخر قوة استعمار استيطاني في التاريخ , وبإرغامها على الجنوح الى السلام وشروطه .
هل نؤسس على ما باح به عنان وعلى ماتوقعه كيري , هل نأمل باتساع دائرة الرفض وبثلاثة ارباع البريطانيين الذين طالبوا بلير بموعد محدد للانسحاب من العراق , ان يطالبوه بالانسحاب ومن بعدهم الاميركيين ??