تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الأحد 18/7/2004
رئيس التحرير د. فائز الصايغ
من الصعوبة بمكان عند الكتابة عن الأحداث أو المناسبات الاحاطة بتداعيات الحدث من مختلف جوانبه, وخاصة حدث اليوم, ذلك أننا لانريد الابتعاد بوصف المشاعر.. ولا الاقتراب من المفردات الكفيلة بتوصيل مافي الوجدان, ولا التوقف عند الحدث عندما حدث, ولاتجاوزه كما بقية الأيام, ولا الاقتراب مما يسمونه( اللغة الخشبية) مع أن في الاخشاب حياة.. ولا التركيز على منعطفات السنوات الماضية , ففيها من الاشراقات ما يستفز البعض عرباً وأجانب.. أو يثير حفيظتهم.. ولا تطنيش تلك المنعطفات لأنها شهدت أحداثاً جساماً لم تشهدها منطقتنا من قبل, استهدفت ما استهدفت, وطالت ما طالت, كما لانريد إبراز ما تحقق - هل نقول انتصارات.. أم انجازات ,فيصطادنا المتربصون بالخطاب الاعلامي السوري- وسنكتفي بوصفها خطوات على مختلف الصعد الاقتصادية, والاجتماعية,والعلمية والتعليمية , وفي المقدمة الصعيد السياسي ,محلياً, وعربياً, ودولياً.

فالحديث هنا يطول ويتشعب.. وفيه من منابر الفخر والاعتزاز, ومن منصّات الاشراق ما يدفعنا للقول إنها أعوام العطاء المثمر في الزمن الصعب, لا بل أعوام الانجازات في زمن التراجع العربي الخاص.. والدولي العام.. ‏

ثم,هل نتحدث عن رؤية السيد الرئيس الثاقبة للوضع العربي السائد وللضبابية الدولية التي تحيط بلكمات وصدمات سياسة القطب الواحد والعجز السافر عن مهمة إيجاد توازن دولي يوفر بعضاً من الحماية للشعوب المستهدفة بالحروب الاستباقية ولأهون الأسباب وأبسطها.. ‏

أم نتحدث عن الدور السوري المترامي الابعاد والاهداف, من الصين الى اسبانيا, ومن طهران إلى موسكو مروراً بأنقرة وغيرها من عواصم العالم وتجمعاته الاقليمية والدولية.. وهل من مساحة للوضع الداخلي بتداعياته وتفرعاته,.. ماأنجز وهو كثير ومالم ينجز فهو أكثر, ذلك أن الطموح لايتوقف عند زمن محدد.. ولاعند رقم معيّن.. وهل من مساحة للجهد المبذول لتحسين مستوى المعيشة , وخاصة زيادة الرواتب الاخيرة التي اعطت ثمارها كاملة , ولم يسرق منها التاجر ولاحامل دفاتر الضريبة ولاممتهن رفع الاسعار..?. ‏

ولكي لا نقيم مهرجاناً خطابياً,ولانقص شريطاً أحمر نصفّق حوله,.. ولانجرد حساباً على أحجار الأساس المطليّة بالمخمل الأحمر, فقد آثرنا الحديث عن لغة الأرقام, وقدمنا على صفحات هذا العدد من (الثورة) جردة موضوعية للمراسيم والتشريعات الصادرة خلال السنوات الأربع الماضية, وقد ضغطنا الحرف الطباعي لنقدم وثيقة ممهورة بالزمن,بلا تعليق ولامقدمة, ولامبالغة, ولكي نشير بهذه المناسبة إلى أن البنية التحتية القانونية والتشريعية قد أُنجزت لانطلاقة التطوير والتحديث بالسرعة المطلوبة, وأن الأطر التنظيمية للبناء المستقبلي قد تم إرساءُ دعائمها الراسخة, وأن البطء في التسارع والتردد في الحركة لم يحقق الطموح في الجوانب الاقتصادية أو الخدمية ولا في الجوانب الحياتية الأخرى ,بما في ذلك السياسية والثقافية والإعلامية, فضلاً عن الإدارة وطبيعتها وتكوينها وسبل دفعها نحو التطوير والتحديث ,واستيعابها هذا الكم الهائل من التشريعات الواردة في عدد اليوم ,والأهم حسن التطبيق بما يحقق الأهداف التي وضعت من أجلها. ‏

لقد تحوّلت المناسبات على أهميتها الى فرصة ليس لتعداد الانجازات التي تحققت بمقدار ما تحولت الى فرصة لاستحضار مانريد تحقيقه مستقبلاً , وتهيئة الظروف المناسبة لتحقيق المزيد في متوالية حضارية للتعامل مع الزمن , والتوقف عند الأحداث. ‏

فالعجلة تدور.. وإيقاع العمل يتناغم مع إيقاع الزمن.. والآمال والأحلام مشرعة على أربع جنبات الوطن الغالي.. ‏

لن نطيل الوقوف عند المحطة التي نجتازها اليوم ذلك أن صانعها وبانيها لايعرف التوقف في العطاء وبذل الجهد وتكريس العمل كقيمة من قيم هذا الزمن المشرق, فلنقتد بالقدوة , ولنضاعف من الجهد والعمل والاحلام معاً,فإن توقفت هذه , توقفت تلك ,والعكس صحيح, وليكن خطابنا الحياتي كما الأرقام والوقائع مقنعاً راسخاً حدّ الايمان بالله.. والوطن.. والسيد الرئىس .. هكذا هتف طلابنا الدارسون في بكين خلال زيارة السيد الرئىس الى الصين.. ‏

اليوم نبدأ مشوار العام الجديد,فهل نجدد في أدائنا.. ونطور في مفاهيمنا, ونحقق مضامين وأهداف التشريعات والقوانين الصادرة حتى اليوم, هذا ما نتطلع اليه ونصبو. ‏

 

 د. فائز الصايغ
د. فائز الصايغ

القراءات: 30394
القراءات: 30395
القراءات: 30397
القراءات: 30387
القراءات: 30392
القراءات: 30392
القراءات: 30397
القراءات: 30397
القراءات: 30390
القراءات: 30394
القراءات: 30405
القراءات: 30392
القراءات: 30399
القراءات: 30389
القراءات: 30397
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30391
القراءات: 30393
القراءات: 30395
القراءات: 30390
القراءات: 30390
القراءات: 30391
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30385
القراءات: 30393
القراءات: 30393
القراءات: 30392
القراءات: 30391
القراءات: 30399
القراءات: 30392
القراءات: 30392
القراءات: 30400
القراءات: 30393

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية