فالحديث هنا يطول ويتشعب.. وفيه من منابر الفخر والاعتزاز, ومن منصّات الاشراق ما يدفعنا للقول إنها أعوام العطاء المثمر في الزمن الصعب, لا بل أعوام الانجازات في زمن التراجع العربي الخاص.. والدولي العام..
ثم,هل نتحدث عن رؤية السيد الرئيس الثاقبة للوضع العربي السائد وللضبابية الدولية التي تحيط بلكمات وصدمات سياسة القطب الواحد والعجز السافر عن مهمة إيجاد توازن دولي يوفر بعضاً من الحماية للشعوب المستهدفة بالحروب الاستباقية ولأهون الأسباب وأبسطها..
أم نتحدث عن الدور السوري المترامي الابعاد والاهداف, من الصين الى اسبانيا, ومن طهران إلى موسكو مروراً بأنقرة وغيرها من عواصم العالم وتجمعاته الاقليمية والدولية.. وهل من مساحة للوضع الداخلي بتداعياته وتفرعاته,.. ماأنجز وهو كثير ومالم ينجز فهو أكثر, ذلك أن الطموح لايتوقف عند زمن محدد.. ولاعند رقم معيّن.. وهل من مساحة للجهد المبذول لتحسين مستوى المعيشة , وخاصة زيادة الرواتب الاخيرة التي اعطت ثمارها كاملة , ولم يسرق منها التاجر ولاحامل دفاتر الضريبة ولاممتهن رفع الاسعار..?.
ولكي لا نقيم مهرجاناً خطابياً,ولانقص شريطاً أحمر نصفّق حوله,.. ولانجرد حساباً على أحجار الأساس المطليّة بالمخمل الأحمر, فقد آثرنا الحديث عن لغة الأرقام, وقدمنا على صفحات هذا العدد من (الثورة) جردة موضوعية للمراسيم والتشريعات الصادرة خلال السنوات الأربع الماضية, وقد ضغطنا الحرف الطباعي لنقدم وثيقة ممهورة بالزمن,بلا تعليق ولامقدمة, ولامبالغة, ولكي نشير بهذه المناسبة إلى أن البنية التحتية القانونية والتشريعية قد أُنجزت لانطلاقة التطوير والتحديث بالسرعة المطلوبة, وأن الأطر التنظيمية للبناء المستقبلي قد تم إرساءُ دعائمها الراسخة, وأن البطء في التسارع والتردد في الحركة لم يحقق الطموح في الجوانب الاقتصادية أو الخدمية ولا في الجوانب الحياتية الأخرى ,بما في ذلك السياسية والثقافية والإعلامية, فضلاً عن الإدارة وطبيعتها وتكوينها وسبل دفعها نحو التطوير والتحديث ,واستيعابها هذا الكم الهائل من التشريعات الواردة في عدد اليوم ,والأهم حسن التطبيق بما يحقق الأهداف التي وضعت من أجلها.
لقد تحوّلت المناسبات على أهميتها الى فرصة ليس لتعداد الانجازات التي تحققت بمقدار ما تحولت الى فرصة لاستحضار مانريد تحقيقه مستقبلاً , وتهيئة الظروف المناسبة لتحقيق المزيد في متوالية حضارية للتعامل مع الزمن , والتوقف عند الأحداث.
فالعجلة تدور.. وإيقاع العمل يتناغم مع إيقاع الزمن.. والآمال والأحلام مشرعة على أربع جنبات الوطن الغالي..
لن نطيل الوقوف عند المحطة التي نجتازها اليوم ذلك أن صانعها وبانيها لايعرف التوقف في العطاء وبذل الجهد وتكريس العمل كقيمة من قيم هذا الزمن المشرق, فلنقتد بالقدوة , ولنضاعف من الجهد والعمل والاحلام معاً,فإن توقفت هذه , توقفت تلك ,والعكس صحيح, وليكن خطابنا الحياتي كما الأرقام والوقائع مقنعاً راسخاً حدّ الايمان بالله.. والوطن.. والسيد الرئىس .. هكذا هتف طلابنا الدارسون في بكين خلال زيارة السيد الرئىس الى الصين..
اليوم نبدأ مشوار العام الجديد,فهل نجدد في أدائنا.. ونطور في مفاهيمنا, ونحقق مضامين وأهداف التشريعات والقوانين الصادرة حتى اليوم, هذا ما نتطلع اليه ونصبو.