ولكن هذا ما يحدث بالفعل .
في تقرير سريع لبرنامج صباح الخير قدمت زميلة مستجدة الشاعر الشعبي عمر الفرا على انه شاعر عربي كبير, وقالت عن تجربته الشعرية ما يتمنى ادونيس ومحمود درويش وسعيد عقل سماعه .لقد كان تقريرا مليئا بالاوصاف والالقاب والنعوت الشيء الذي لا يصدقه الشاعر الفرا نفسه !! وفي تناقض صارخ لم تنتبه له معدة التقرير ولا اي من المشرفين على البرنامج كان الشاعر يتخلل التعليق المجلجل بأشعار رمادية ذات معان تقليدية وصور مستهلكة من طراز : نصف قلبي لمن اهوى ولكم نصفه الثاني.
ليس هذا مثالا وحيدا ففي حلقة من برنامج تلفزيوني عن الشعر والشعراء زارت المقدمة شاعرا مغمورا لم يسمع به احد سواها واتحفنا عبر ساعة كاملة بتفاصيل غير شيقة عن حياته : ساعة استيقاظه, طريقة اعداده للقهوة , طقوس كتابته.. وبعد أن توسلت اليه باسم الجمهور ان يتكرم بشيء من ابداعه قرأ اشياء لا تصدق عن ذلك النظم الرديء الذي توضع فيه القافية اولا ثم تحشد الكلمات بعد ذلك كيفما اتفق..
بالطبع وصف هذا الشاعر ايضا ب ( الكبير ) وقيل عن تجربته بأنها فريدة.. !
لو صدقنا ما يقال لنا لكان لدينا على الاقل خمسة آلاف روائي كبير وعشرة آلاف شاعر كبير ايضا, وبما ان هذا غير واقعي فان المشكلة تكمن بالتأكيد في الزملاء معدي البرامج التلفزيونية الذين يسرفون كثيرا في اطالة قامات ضيوفهم ..
مع موجة العفوية التي اطلقها التلفزيون مؤخرا صار المذيعون يكثرون من الكلمات العفوية مثل: اشتأنا لكن , حبايبنا , باي باي.. وربما يعتقد هؤلاء ان (كبير) هي واحدة من هذه الكلمات العفوية خفيفة الظل .. ?!