من حيث المناخ والطبيعة التي لها خصوصيتها كيفما اتجهت , هذا عدا عن تنوع السياحة لدينا وفي مختلف الفصول , إضافة إلى وجود المعالم الأثرية وانتشارها في غالبية مناطقنا تدلل على عمق وعظمة الحضارة التي كانت موجودة, مثلا تدمر والتي تعتبر من أهم المناطق الأثرية في العالم , ويزورها علماء الآثار للتعرف على ماتحتويه من معالم أثرية بالغة الأهمية, ودراستهم للطريقة التي بنيت على أساسها هذه الأعمدة والمدافن والمسارح , ومعرفة التفاصيل الدقيقة عن تلك الحضارة عن طريق الكتابات وتحليلها.
ماجعلنا نتحدث بهذا الاطار مهرجان طريق الحرير الذي تقيمه وزارة السياحة, وقد تحول إلى حالة سنوية تستدعي اهتمام المهتمين بالحقل السياحي , ومع تنوع وزيادة المشاركات به وتعدد النشاطات التي تقام خلال أيام المهرجان لتغطي رغبات الجميع , وأضحى مهرجان طريق الحرير ظاهرة سياحية في بلدنا تترسخ عاما بعد عام, كونه استطاع استقطاب الدول المشاركة بهذه الفعاليات والتي كان يمر عبرها طريق الحرير, والاهتمام المرافق لهذه الفعاليات من قبل وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية .
فهذا العام سيغطي المهرجان عدة مدن منها دمشق ,طرطوس , واللاذقية , وحلب وتدمر ,لما تحتويه هذه الأماكن من تنوع سياحي , فطرطوس تلك المدينة الجميلة التي تتمتع بخصائص تجمع جمال الطبيعة وسحر البحر, والذي تزينه جزيرة أرواد ذات القيمة التاريخية المعروفة , إضافة إلى مايحتويه ريف هذه المحافظة من معالم أثرية تستحق أن يتوقف المرء عندها.
بكل الظروف ظاهرة المهرجانات واستثمارها وتوظيفها لتعطي النتائج المتوخاة أمر مطلوب, وهي فرصة مناسبة لتقديم الصورة الجميلة لما يتمتع به بلدنا من تنوع وتعدد أشكال السياحة, وهذا بحد ذاته يعتبر نوعا من الترويج السياحي, إذا ماتم استثماره بالشكل الذي يحقق الغاية المطلوبة , وهو ماسيتم نقله عبر المجموعات السياحية القادمة إلينا والدول المشاركة به التي تتابع هذه الظاهرة وترصدها من خلال وسائل الإعلام المختلفة, وتغطي هذا المهرجان سواء من البلدان العربية أو الأجنبية .
إن توفير المستلزمات التي تشكل بمجملها عنصر جذب للسائح من خلال تلبية رغباته وتوفير جميع الأجواء المناسبة لذلك , يجعل حصتنا من السياحة العالمية تزداد , وهذا يتطلب الاستمرار في تهيئة الكوادر المؤهلة لمواكبة كل مايتصل بالحركة السياحية عبر الدراسات التخصصية في هذا الجانب, فالاستمرار بتشييد الفنادق المتعددة النجوم, إضافة إلى مواصلة الاهتمام بالطرقات والتوسع بها وصيانتها بصورة مستمرة, والمتابعة الجدية بتقديم جميع الخدمات الضرورية لجميع المعالم الأثرية الموجودة لدينا, والدعاية السياحية المدروسة التي تعتبر المهرجانات إحدى أشكالها كونها تستقطب جميع الفعاليات المهتمة بالواقع السياحي.
لابد من القول: إن المهرجان يعتبر فرصة مناسبة لتقديم كل مانمتلكه من معالم ومواقع أثرية وجمال الطبيعة, وستتشكل من خلاله انطباعات لدى الزائرين تكون حافزا حقيقيا لتكرار الزيارة.