ومعظم ما كتب وقيل ينحصر في ان هذا المعرض فرصة ذهبية للثقافة العربية من اجل ضمان موقع لائق لها بين الثقافات العالمية الاخرى حتى وصل الامر ببعض الكتاب والصحفيين وممن يتبوؤن مواقع اعلامية وثقافية هامة على القول ان المعرض ايضا فرصة لتحسين صورتنا امام الغرب بعد حملات التحريف والتشويه التي تعرضت لها صورة العربي في وسائل الاعلام الغربية وعلى مدى عقود عديدة مضت ?!
لا اعرف لماذا نحن العرب, ينتابنا دائما الشعور بالضعف ونميل بالفطرة الى نظرية المؤامرة في كل ميادين الحياة مع اننا امة قدمت الكثير للانسانية وهو بالتحديد ما دفع الرئيس الفرنسي جاك شيراك ( شخصيا) الى القول وبالحرف الواحد ( ما الادب? ما الشعر ? ما الفلسفة? ما الرياضيات ? لولا الثقافة العربية التي اطلعت على الثقافات الاخرى ثم اسبغت عليها طابعها العربي واعطت وابدعت وتجاوزت حدودها في الوقت الذي كانت فيه اوروبا منغلقة على نفسها ).
علينا ان ندرك ونحن في الطريق الى فرانكفورت ان جزءا كبيرا مما تعانيه الثقافة العربية الحديثة من تهميش يعود سببه الى قصور آليات العمل العربي نفسه وعدم البحث عن السبل الناجعة في توصيل رسالتنا الثقافية للآخر مثل تقديم الدعم لبعض دور النشر التي تهتم بالأدب العربي ودعم الجامعات الغربية التي تعنى بالثقافة العربية وخاصة فيما يصدر لدينا من كتب ودوريات والعمل على تعريف القارئ الغربي بالاديب العربي وبمنتجه الابداعي من خلال شبكات الانترنت وغيرها من وسائل الاعلام المتطورة وهذا ما يتوجب على المؤسسات الثقافية الكبرى القيام به بما فيها الجهات الرسمية المعنية بالثقافة والمثقفين .
من المؤكد ان معرض فرانكفورت لن يكون بداية نهضة عربية حديثة كما يروق للبعض ان يروج لذلك ولكنه قد يكون خطوة متقدمة نحو الهدف المطلوب .