كلام واضح نطق به الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان.
فغزو هذا البلد واحتلاله خرق فاضح للقانون الدولي, وانتهاك فظ لميثاق الأمم المتحدة.
وتثير تصريحات أنان تساؤلات قديمة جديدة حول المستفيد الحقيقي من الأحداث المأساوية المرافقة للحرب وتداعياتها المتوالية, فهل أدت إلى استقرار العراق?
وهل أميركا بحال أفضل بعد الغزو?!, وهل المنطقة تسير نحو الأفضل?!, بل هل العالم يشعر بالأمان والطمأنينة?!.
الوقائع على الأرض تجيب على هذه الأسئلة وغيرها دون مواربة وبوضوح يفقأ عين من يحاول خلق الأعذار لشن الحرب,فعراق اليوم يغرق في الدماء والدمار والفوضى يقول أنان: (الجميع تأكدوا في نهاية المطاف أنه من الأفضل العمل جميعا مع حلفائنا في الأمم المتحدة لحل جزء من هذه المشكلات).
أما في الولايات المتحدة فالصورة قاتمة أيضا, فالمعلومات هناك تشير إلى تخطي عدد القتلى من الجنود الأميركيين في العراق عتبة الألف, والتكاليف بلغت 200 مليار دولار في وقت يبحث 8 ملايين أميركي عن عمل.
ويؤكد جون كيري المرشح الديمقراطي للرئاسة أن (الخيارات الخاطئة والحسابات السيئة) أوصلتنا إلى أوضاع مأساوية.
أما المنطقة فتعيش في ظل الخوف والتوتر جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية ورفضه المبادرات السليمة العربية والدولية وإصراره على تصعيد التوتر من خلال التدمير والقتل وسلب الأراضي وتحويل حياة الفلسطينيين الى جحيم ناهيك عن مواصلة بناء المستوطنات وإقامة جدار عنصري وقف العالم ضد بنائه, ولا ننسى سعي إسرائيل الدائم لامتلاك المزيد من أسلحة الدمار الشامل بما فيها الأسلحة النووية.
وهي الوحيدة المستفيدة من احتلال العراق,فإذا كانت واشنطن تريد استقرارا في العراق يخدم مصالحها, فإن تل أبيب لاتريد بالمطلق أي استقرار لهذا البلد.
فعودة العراق سليما مستقلا إلى محيطه العربي والإقليمي والعالمي أيضا, أمنية يسعى لتحقيقها الشعب العراقي والعرب جميعا, إضافة إلى المجتمع الدولي, أما إسرائيل فيهمها استمرار الأزمة العراقية, لتواصل احتلالها وتنفذ مخططاتها للهيمنة والسيطرة على المنطقة.
فهل من صحوة أميركية تقتنع أخيرا أن الفوز بالسلام والاستقرار لأميركا أولا قبل العالم لايحتاج إلى حرب مثل تلك التي شنتها إدارة بوش ضد العراق.
المستفيد الوحيد منها غلاة المتطرفين والإرهابيون ومنهم بطبيعة الحال حكام تل أبيب.