تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الجمعة 10/12/2004
أحمد ضوا
يحاول العالم -والعرب تحديدا- استشراف التوجه العام للسياسة الخارجية الأميركية في الولاية الثانية للرئيس بوش والبحث عن أي جديد يمكن أن يطرأ عليها مع التغييرات التي أحدثها الرئيس بوش في طاقم وزارة الخارجية.

وبما أن منطقة الشرق الأوسط تحظى ملفاتها الساخنة باهتمام بارز على الساحة الدولية, تتوجه الأنظار إلى مستجدات السياسة الأميركية إزاء هذه المنطقة وخططها للتعاطي مع تداعيات هذه الملفات التي تتفاقم يوما بعد آخر دون أن توضع لها الحلول المناسبة.‏

والدول العربية ليست بعيدة عن حالة الاهتمام الدولي هذه وإنما هي في جوهرها لأهمية وحساسية وأبعاد الدور الذي من المفترض والضروري أن تلعبه في التأثير على السياسة الأميركية في المنطقة.‏

فالمجتمع الدولي الذي لم يخف امتعاضه من التعاطي العربي المشتت تجاه القضايا التي تشغل الدول العربية وتهدد مستقبل المنطقة.. يرى أن الموقف العربي من هذه القضايا يشكل المدخل الرئيسي لباقي الأطراف الدولية لكي تكون مؤثرة وفاعلة في السياسة الأميركية وينتظر موقفا عربيا يستطيع من خلاله وضع الولايات المتحدة أمام مسؤولياتها تجاه أحداث المنطقة, ولكن السؤال: أين العرب من هذه الرؤية والرغبة الدولية?.‏

فإذا نظرنا إلى الواقع العربي بجميع تجلياته لا نرى ذلك الفعل الذي يمكن التعويل عليه لمواجهة التحديات الكبيرة التي تتراكم على الأمة, فالتمزق والتشتت العربي تجاوز كل الحدود لدرجة أن النظام الرسمي العربي بات يأكل نفسه بعد أن أخفق في تجاوز انقساماته وخلافاته التي صنعها له الأعداء, ولم يعد هذا النظام قادرا على تخطي المصاعب الكبيرة التي تتربص به من كل جانب وصوب كذلك لم تعد تجنبه الحلول الآنية وسياسة التنازلات والمساومات مخاطر انقضاض الأعداء عليه في الزمن والتاريخ الذي يريدونه.‏

ففي الواقع العربي تجد دائما الشيء ونقيضه وكأن الأمة مقدر لها أن تفني نفسها بنفسها دون أن تعي وتستذكر الدروس الماضية, فاللا مبالاة أصبحت ميزة فيما نواجهه من أخطار ,والتعاون والتنسيق أضحى من الذكريات في وقت نحن في أشد الحاجة إليه, والثقة المتبادلة لم تعد تشكل جزءا من صميم وجودنا السياسي والاجتماعي والقومي الذي لا يتأخر أحد عن الاكتفاء بالتذكير به.‏

في هذا الواقع أصبحت بعض الدول العربية والقوى السياسية أداة للسياسة الأميركية رغم إدراكها لمخاطر ذلك على مستقبلها القريب, وليس البعيد, ووصل الحد ببعض الدول إلى تبني بعض المواقف وكأنها على دراية وعلم بما يخطط في أروقة البيت الأبيض والبنتاغون, وأيضا انخرطت في الترويج لبعض المشاريع الخارجية مع أنها تستهدف وجودها ومستقبلها.‏

إنه وضع مأساوي تستهلك فيه المحاولات الرامية لاستنهاض الأمة ودفعها إلى التنبه واليقظة من داخلها قبل خارجها, ولكن ما يجعل الأمل قائما بإمكانية تلافي السقوط الكبير أن القوى والدول التي تقف وراء هذه المحاولات (رغم قلتها وندرتها) مصممة على الاستمرار بهذا النهج رغم ما يرتبه عليها من ضغوط وتهديدات.‏

 

 أحمد ضوا
أحمد ضوا

القراءات: 30276
القراءات: 30265
القراءات: 30271
القراءات: 30264
القراءات: 30265
القراءات: 30267
القراءات: 30266
القراءات: 30267
القراءات: 30281
القراءات: 30242
القراءات: 30267
القراءات: 30270
القراءات: 30273
القراءات: 30260
القراءات: 30271
القراءات: 30265
القراءات: 30264
القراءات: 30272
القراءات: 30267
القراءات: 30271
القراءات: 30261
القراءات: 30280
القراءات: 30259
القراءات: 30274
القراءات: 30270
القراءات: 30274
القراءات: 30271
القراءات: 30267
القراءات: 30276
القراءات: 30268
القراءات: 30267
القراءات: 30300
القراءات: 30266
القراءات: 30272
القراءات: 30276
القراءات: 30266
القراءات: 30264
القراءات: 30264
القراءات: 30271
القراءات: 30266
القراءات: 30265
القراءات: 30260
القراءات: 30268
القراءات: 30265
القراءات: 30265
القراءات: 30268
القراءات: 30265
القراءات: 30261
القراءات: 30266
القراءات: 30263
القراءات: 30261
القراءات: 30267
القراءات: 30262
القراءات: 30272
القراءات: 30264

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية