حسب زعمهم, إذ لا مجال لشخصيات جديدة تعيد النبض إلى آلاتها القديمة وإداراتها التي أثقلتها تركات السنين الطويلة, وتقول آن الآوان كي نفكر بموضوعية ونبحث في صناعة قوية قادرة على المنافسة والصمود أمام سيل التحديات القادمة التي سنبدأ مواجهة فعلية معها مع تطبيق أحكام منظمة التجارة العالمية واتفاقات الشراكة, ومنطقة التجارة العربية الحرة , لأن منطق هذه المنافسة لن يقبل ضعيفا ولن تستطيع الحكومة أن تبعث الحياة في شركات هي بالأساس عبء عليها ,من حيث حاجتها إلى الدعم المستمر وضخ المزيد من الأموال, في وقت من الأفضل فيه أن نبحث عن أقنية إنتاج جديدة أو حديثة تلبي الطموحات وتستحق أن يصرف عليها من الأموال ما يذهب إلى إصلاح الأعطال ,وتجديد القديم وغير ذلك وكأن أصحاب هذا الرأي قد أغلقوا الباب تماما أمام كل عمليات التجديد وأطلقوا بقولهم هذا رصاصة الرحمة على قطاع إنتاجي تشكل عائداته نصف القوة الاقتصادية للبلاد, ورغم مافي قولهم من وجوه الحقيقة إلا أننا مدعوون لسماع آراء أخرى أكثر تفاؤلا في مصير هذا القطاع, وفي جدوى أن نصرف عليه شيئا من الوقت والتفكير خاصة ,وأنه من الخطأ بمكان أن نعمم الحالة على مجمل هذا القطاع وشركاته العامة لأن من بينها شركات حافظت على موجوديتها وحضورها وفكر المعنيون فيها بقليل من الدعم أنهم أمام تحد كبير تمثله المنافسة القادمة, ومن هذا المنطلق بدأت تلك الشركات تخطو نحو النجاح في أعمالها وفي خططها وعمليات تسويقها لتشكل أرضية صالحة للقياس في جدوى ما قلناه وهي تستحق كل الرعاية والاهتمام..
فليس صحيحاً أن تكون الحالة عامة, وليس صحيحاً أن يدب اليأس في نفوس الجميع لدرجة أنهم حزموا رأيهم بضرورة التفكير بالاتجاه الآخر وقد فسروا كلمات رئاسة الحكومة بأنها لن تدعم شركة خاسرة بأنه كلام نهائي لا يقبل أي تفسيرات أخرى وبذلك صار من المبرر أن نوجه إصبع الاتهام لهذا القطاع دون النظر إلى مساهماته الكبرى في اقتصادنا.
بالمقابل ورغم كل ما يقال فإننا نقرأ في تصريحات المسؤولين في وزارة الصناعة وفي التجارب الخجولة التي تمت هذا الوقت على هذا القطاع, ما يشير إلى تحقيق النجاح وانعدام اليأس ,فهناك خطط كبيرة وشاملة لتطوير القطاع, وهناك توجهات صادقة لإعطاء الشركات (الخاسرة) فرصة لدراسة أوضاعها قبل اللجوء إلى إيقافها والبحث عن مخرج يحفظ حقوق العاملين فيها, فالانتقال إلى خصخصة هذا القطاع أمر بعيد جداً لأنها لا تشكل حلاً صحيحاً إذا ما قيست بمعدلات الخسائر الاجتماعية التي ترافقها.. وما نريد قوله: تفاءلوا بالخير.. مع الكثير من العمل المسؤول.