تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الثلاثاء 14/12/2004م
نبيه البرجي
فجأة.. أيها السيد الانحطاط !

ها إنك, بكل أبهتك, تشاركنا... عقر دارنا. لعلك ترى إذا:‏

- الذين يصنعون, ثانية, من دمنا أحذية للورنس العرب...‏

- الذين يفقهون الزمن على أنه لعبة القباقيب لا لعبة الآلهة...‏

- الذين لا يفرقون بين صيحة صلاح الدين وصيحة القهرمانة..‏

- الذين يحولون الصلاة في الأقصى أو في القيامة إلى صفقة مع الأقبية..‏

- الذين يظنون أن تماثيل الشمع هي التي تأتي بالخلاص لمعذبي العيون ومعذبي الدم...‏

- الذين يبيعون أطفالنا حينا على رصيف أورشليم وحينا على أرصفة إرم ذات العماد..‏

- الذين التبست عليهم العباءات المطرزة بالبرق والعباءات المطرزة بالقش..‏

- الذين أفواههم, حين يتكلمون (وهل يتكلمون?) هي أفواه السلاحف..‏

الذين قالوا: إن الإنسان حيوان ناطق بالشمع الأحمر..‏

- الذين يعيشون في ثقوب الأبواب: يا مولانا, يا مولانا, ثاني أوكسيد الكربون (أم ثاني أوكسيد... العار?).‏

- الذين يغتسلون بالعفن لأن نجمة الصباح, عندهم, هي نجمة داوود..‏

- الذين يأتون من بطون أمهاتهم وهم يحملون الرايات البيضاء..‏

- الذين دونت على بطاقة هويتهم هذه العبارة: الوضع العائلي: طبق هوت دوغ..‏

- الذين لا يجدون مكانا على ظهر وحيد القرن فيتمسكون بذيل وحيد القرن..‏

من لديه كمية إضافية من الخجل يقدمها هدية للسيد الانحطاط?‏

إذا, أنت تعلم وعد بلفور الآخر لذلك الطراز الآخر من العرب: وطن قومي للأرانب!‏

هذا حين يتكلم أحدهم عن (ليلة الأواني المحطمة) في الشرق الأوسط. هل دقت ساعة البلقنة الكبرى? بل... هل دقت ساعة الفتنة الكبرى?‏

هذه لغة الخناجر, والأقنعة, والظهور المقوسة, تتناهى إلينا اليوم. بربرية أخرى (بصناعة محلية) تضاف إلى البربريات التي تحيط بنا من كل حدب وصوب. إذا, يا أصحاب ذلك الكلام, ماذا نقول للأنين, وماذا نقول للتراب, وماذا نقول للبقية الباقية من... العرب?‏

ربما, للمرة الأولى, يشعر الواحد منا أنه أضحى وقودا لهذا الزمان. الكهنة من بني قومنا: ها هي طقوس الموت تقام في العراء. الأجراس تقرع لسدنة الهيكل. العرب يطؤون عظام العرب..‏

ماذا تبقى منا? إذا سألتم عظام موتانا فلعلها تدلكم على الطريق إلى الزلزال. لكنها عظام موتانا على كل حال...‏

عظام الأحياء? هل من امرأة بيننا تصرخ.. وا معتصماه?‏

 

 نبيه البرجي
نبيه البرجي

القراءات: 30399
القراءات: 30403
القراءات: 30398
القراءات: 30405
القراءات: 30399
القراءات: 30401
القراءات: 30411
القراءات: 30406
القراءات: 30405
القراءات: 30402
القراءات: 30396
القراءات: 30397
القراءات: 30410
القراءات: 30413
القراءات: 30405
القراءات: 30397
القراءات: 30415
القراءات: 30418
القراءات: 30398
القراءات: 30395
القراءات: 30409
القراءات: 30403
القراءات: 30412
القراءات: 30412
القراءات: 30400
القراءات: 30408
القراءات: 30400

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية