ها إنك, بكل أبهتك, تشاركنا... عقر دارنا. لعلك ترى إذا:
- الذين يصنعون, ثانية, من دمنا أحذية للورنس العرب...
- الذين يفقهون الزمن على أنه لعبة القباقيب لا لعبة الآلهة...
- الذين لا يفرقون بين صيحة صلاح الدين وصيحة القهرمانة..
- الذين يحولون الصلاة في الأقصى أو في القيامة إلى صفقة مع الأقبية..
- الذين يظنون أن تماثيل الشمع هي التي تأتي بالخلاص لمعذبي العيون ومعذبي الدم...
- الذين يبيعون أطفالنا حينا على رصيف أورشليم وحينا على أرصفة إرم ذات العماد..
- الذين التبست عليهم العباءات المطرزة بالبرق والعباءات المطرزة بالقش..
- الذين أفواههم, حين يتكلمون (وهل يتكلمون?) هي أفواه السلاحف..
الذين قالوا: إن الإنسان حيوان ناطق بالشمع الأحمر..
- الذين يعيشون في ثقوب الأبواب: يا مولانا, يا مولانا, ثاني أوكسيد الكربون (أم ثاني أوكسيد... العار?).
- الذين يغتسلون بالعفن لأن نجمة الصباح, عندهم, هي نجمة داوود..
- الذين يأتون من بطون أمهاتهم وهم يحملون الرايات البيضاء..
- الذين دونت على بطاقة هويتهم هذه العبارة: الوضع العائلي: طبق هوت دوغ..
- الذين لا يجدون مكانا على ظهر وحيد القرن فيتمسكون بذيل وحيد القرن..
من لديه كمية إضافية من الخجل يقدمها هدية للسيد الانحطاط?
إذا, أنت تعلم وعد بلفور الآخر لذلك الطراز الآخر من العرب: وطن قومي للأرانب!
هذا حين يتكلم أحدهم عن (ليلة الأواني المحطمة) في الشرق الأوسط. هل دقت ساعة البلقنة الكبرى? بل... هل دقت ساعة الفتنة الكبرى?
هذه لغة الخناجر, والأقنعة, والظهور المقوسة, تتناهى إلينا اليوم. بربرية أخرى (بصناعة محلية) تضاف إلى البربريات التي تحيط بنا من كل حدب وصوب. إذا, يا أصحاب ذلك الكلام, ماذا نقول للأنين, وماذا نقول للتراب, وماذا نقول للبقية الباقية من... العرب?
ربما, للمرة الأولى, يشعر الواحد منا أنه أضحى وقودا لهذا الزمان. الكهنة من بني قومنا: ها هي طقوس الموت تقام في العراء. الأجراس تقرع لسدنة الهيكل. العرب يطؤون عظام العرب..
ماذا تبقى منا? إذا سألتم عظام موتانا فلعلها تدلكم على الطريق إلى الزلزال. لكنها عظام موتانا على كل حال...
عظام الأحياء? هل من امرأة بيننا تصرخ.. وا معتصماه?