تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الثلاثاء 14/12/ 2004م
أحمد ضوا
تجد القوات المحتلة للعراق ضالتها في التهرب من مسؤولياتها بحفظ الأمن والاستقرار في هذا البلد بإلقاء المسؤولية على دول الجوار وبعض القوى الدولية التي ترفض إرسال قوات إليه,

ولا يخلو ادعاؤها هذا الذي لم يعد يلقى اهتماما لدى أحد من بعض التناقضات التي تكشف عن التخبط الذي تعانيه هذه القوات في هذا المجال رغم استخدامها المفرط للقوة واتباعها سياسة الأرض المحروقة في مواجهتها للمقاومة العراقية .‏

والأمر الذي يثير الاستغراب والريبة هو أن الولايات المتحدة لا تزال تعتقد أنه بالإمكان تحقيق الاستقرار والأمن بالعراق مع استمرار الاحتلال وممارساته ,وذلك خلافا للمنطق والتاريخ, وهي ترفض الاعتراف بالمقاومة العراقية على الرغم من إقرار أطراف دولية فاعلة وكبيرة فيها بقصد التهرب من مواجهة استحقاق هذا الاعتراف على أرض الواقع وعلى الساحة الدولية .‏

وللأسف هذا الاعتقاد الخاطئ (أو المتعمد) مهما كانت أسبابه ودوافعه تحاول القوات المحتلة إشراك الدول المجاورة للعراق بجزء من أعبائه الإعلامية والسياسية سعيا وراء تضليل المجتمع الدولي, والإيحاء الكاذب بأن التعاون الإقليمي والدولي مع الاحتلال يسهم في إعادة الاستقرار للعراق ومحاولة مكشوفة لتزييف الوقائع على الأرض التي اتضحت في اجتياح القوات الأميركية للفلوجة وبعض المناطق الأخرى .‏

فباعتراف القوات الأميركية أن عدداً قليلاً من الأجانب تم إلقاء القبض عليهم في الفلوجة ,دون أن تحدد فيما إذا كانوا مقاتلين أو مدنيين مقيمين في هذه المدينة ,وهذه الحقائق تشير إلى أنه من المستحيل تحقيق الأمن والاستقرار في العراق مع استمرار الاحتلال, واشتداد المقاومة العراقية مرتبط بممارسات هذا الاحتلال الفظيعة في محاولاته لفرض سلطته, وليس هناك من حل سحري لهذا الواقع المؤهل للتفاقم إلا إذا غيرت واشنطن من سياستها المطبقة في العراق على وجه السرعة .‏

الأسئلة التي لابد من طرحها في ضوء استمرار هذا الواقع هي: هل يكفي الولايات المتحدة أن تتهم الدول المجاورة للعراق بلعب دور في تدهور أوضاعه الأمنية حتى يقتنع العالم بهذه التهم..? ألا يفترض أن تقدم الأدلة الدامغة التي تثبت صحة هذه الاتهامات..? وإذا كانت قدمت مثل هذه الأدلة لدول الجوار لماذا لم تكشف عنها لوسائل الإعلام..?‏

إنها أسئلة مشروعة وتفتقد لإجابات صريحة عليها من الطرف الم¯ُُتهم والمتهِم على حد سواء, ولكن ما يصدر عن دول الجوار بخصوص التعبير عن حرصها للحفاظ على الاستقرار والأمن في العراق واتخاذها الإجراءات التي تمنع تسلل مقاتلين أجانب لتصفية حسابات مع الولايات المتحدة على الأرض العراقية ( وهو ما أقرت به الولايات المتحدة ) ,يضع الكرة في الملعب الأميركي من دون أن يمنح أي حق للولايات المتحدة أو أي قوة أخرى غيرها من منع أي دولة تجد من واجبها دعم المقاومة العراقية والشعب العراقي بالطرق التي تراها مناسبة في إطار الشرعية الدولية, وباعتقادي أن المطالبة الفرنسية بحضور المقاومة العراقية للاحتلال لمؤتمر شرم الشيخ الأخير هو شكل من أشكال الدعم لهذه المقاومة, المنسجم مع القانون الدولي .‏

وانطلاقا من ذلك فإن إعادة الأمن والاستقرار للعراق بيد سلطة الاحتلال ولا يعني إطلاقاً فرضه بالقوة العسكرية ,فهذا الخيار أثبت عدم جدواه ونجاعته طوال الأشهر الماضية وإنما بالتزام الولايات المتحدة بوعودها التي قطعتها للشعب العراقي والمجتمع الدولي قبل الغزو, الأمر الذي يفرض عليها العمل سريعا على إنهاء احتلالها وفق جدول زمني واضح ومحدد بفترة محدودة وقصيرة وإعادة السيادة للعراقيين وتقديم العون اللازم لهم لإعادة بناء بلادهم في إطار الشرعية الدولية ,إنه الخيار الوحيد للخروج من الدوامة بأسرع وقت ممكن من العراق .‏

 

 أحمد ضوا
أحمد ضوا

القراءات: 30388
القراءات: 30390
القراءات: 30395
القراءات: 30392
القراءات: 30395
القراءات: 30393
القراءات: 30396
القراءات: 30395
القراءات: 30396
القراءات: 30394
القراءات: 30390
القراءات: 30394
القراءات: 30399
القراءات: 30390
القراءات: 30397
القراءات: 30392
القراءات: 30390
القراءات: 30386
القراءات: 30388
القراءات: 30393
القراءات: 30390
القراءات: 30394
القراءات: 30396
القراءات: 30395
القراءات: 30398
القراءات: 30392
القراءات: 30397
القراءات: 30393
القراءات: 30391
القراءات: 30396
القراءات: 30391
القراءات: 30388
القراءات: 30400
القراءات: 30397
القراءات: 30388
القراءات: 30396
القراءات: 30393
القراءات: 30388
القراءات: 30392
القراءات: 30388
القراءات: 30393
القراءات: 30395
القراءات: 30396
القراءات: 30390
القراءات: 30392
القراءات: 30390
القراءات: 30400
القراءات: 30398
القراءات: 30390
القراءات: 30396
القراءات: 30392
القراءات: 30394
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30392

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية