تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الثلاثاء 14/12/ 2004م
محمد علي بوظة
العودة لاستئناف عمليات الاغتيال والتصفية لأبناء الشعب الفلسطيني وكوادره, ومواصلة نهج الاجتياح والتدمير والقتل الهستيري في أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة,

في سياق حرب الإبادة الشاملة التي تقودها حكومة الإرهابي أرييل شارون وباستخدام الأسلحة البرية والجوية, وخرق الهدنة غير المعلنة التي التزمت بها فصائل المقاومة على سبيل التهدئة, وإفساحا في المجال أمام المساعي والجهود الدولية, لعلها تفلح في تحقيق شيء يمكن البناء عليه لوقف التدهور الحاصل, والوصول إلى السلام الذي تنشده المنطقة عادلا وشاملا, تصعيد مدروس دأبت عليه إسرائيل واتخذته عقيدة لها واستراتيجية في التعاطي مع ملف الصراع ومع العملية السياسية المعروفة بعملية مدريد قصد وأدها والتكفير بها..‏

ودون أدنى شك فإن اعتماد الخيار العسكري والعمل بمنطق القوة والاستخدام الوحشي والمفرط لها, بكل ما يترتب عليه من تداعيات ويستتبعه من ردات فعل منطقية ومشروعة من الطرف الأخر, وهو الأضعف في المعادلة ومن يتعرض دوما للعدوان والعنف والقهر, وتحرق أرضه وتدمر مدنه وقراه ومخيماته ويساق أبناؤه للذبح أو الاعتقال الإداري المفتوح, سياسة أتقن حكام تل أبيب احترافها واستخدامها في الهروب والتغطية على الأزمات المختلفة, سواء الاقتصادية والسياسية والعسكرية والاجتماعية في الداخل, والفشل في احتواء الانتفاضة وقصم ظهرها وتدجين الشعب الفلسطيني وتركيعه, أم تلك المتصلة بالخارج والعجز عن تسويغ سياسة العدوان والاحتلال والتهويد والقتل وإيجاد أسواق لها, وبالتالي إثبات أي أهلية لهم ولكيانهم في أن يكونوا شركاء سلام.‏

لقد رد رجل أميركا السلمي أرييل شارون ويرد بالمدفع والدبابة والطائرات الحربية والبلدوزرات وبصورة يومية ميدانيا وفي شوارع وأحياء غزة ومدن القطاع والضفة الأخرى, وبوسائل ممهورة بالدم والتدمير والاستيطان وجدار الفصل العنصري, على جهود ومبادرات إحياء عملية السلام واستئناف محادثاتها على المسارات المختلفة وفق المرجعية المحددة بقرارات مجلس الأمن 242 و338 وبعناد سياسي وعسكري مازال يرفض الالتزام بالقانون الدولي,والانسحاب من الأراضي العربية المحتلة إلى خطوط الرابع من حزيران, أو الاعتراف بالحقوق الوطنية الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني, وهو ليس بحاجة للمزيد من الوقت ليثبت العكس, على اعتبار أن الرجل لايملك وشارعه العنصري أي مشروع سياسي وكلاهما حالة ميئوس منها.‏

واستطرادا فإن عامل الزمن رهان لطالما عول عليه الإسرائيليون ووظفوه في التحايل والالتفاف على عملية السلام والهروب من استحقاقاتها, وخلق وقائع جديدة تسمح لهم بالابتزاز وإملاء الشروط وتكريس الاحتلال, بل بلغت بهم الوقاحة والتحدي حدود استخدام عملية مدريد, غطاء لإطلاق إرهابهم الرسمي المنظم من عقاله والشروع في ارتكاب أفظع وأكبر جريمة إبادة عنصرية في التاريخ الحديث, تحظى بتأييد ودعم الولايات المتحدة ومشاركتها..!‏

مرة أخرى نكرر من أن وقوف العالم ممثلاً بالمجتمع الدولي ومؤسساته على الحياد, والإحجام عن اتخاذ زمام المبادرة والاكتفاء بدور المتفرج وشاهد الزور على ما يجري ,ومسايرة واشنطن وتل أبيب في عدوانهما المتواصل واستباحتهما للدم وللأرض وللكرامة العربية, على النحو الجاري اليوم في كل من فلسطين والعراق, تواطؤ لايمكن الغفران له وجريمة كبرى يستحيل لها أن تمر هكذا, ودون أن تترك تأثيراتها السلبية المدمرة لا على المنطقة فحسب بل على أمن وسلام واستقرار العالم ومصالح شعوبه قاطبة..‏

 

 محمد علي بوظة
محمد علي بوظة

القراءات: 30388
القراءات: 30387
القراءات: 30396
القراءات: 30384
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30386
القراءات: 30388
القراءات: 30386
القراءات: 30386
القراءات: 30383
القراءات: 30390
القراءات: 30384
القراءات: 30388
القراءات: 30388
القراءات: 30394
القراءات: 30387
القراءات: 30384
القراءات: 30386
القراءات: 30391
القراءات: 30387
القراءات: 30384
القراءات: 30392
القراءات: 30386
القراءات: 30386
القراءات: 30383
القراءات: 30385
القراءات: 30389
القراءات: 30389
القراءات: 30399
القراءات: 30386
القراءات: 30389
القراءات: 30388
القراءات: 30384
القراءات: 30383
القراءات: 30387
القراءات: 30382
القراءات: 30399
القراءات: 30388
القراءات: 30382
القراءات: 30385
القراءات: 30386

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية