دعوة مفتوحة لطرح مختلف قضايانا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية, وعلى مختلف المستويات, نشهد بعضا من تجسيدها العملي في وسائل الإعلام التي تعتبر الجبهة الأولى لاختبار مثل هذه الدعوة, ولعكس مثل هذا الحوار الذي تتم الدعوة إليه... وفي ظل هذا الواقع نشهد محاولات عديدة من المثقفين والمفكرين والكتاب, ليس للمشاركة فحسب, بل لدفع (الباب الموارب) إلى أقصى حد ممكن, وعلى أرضية مشتركة تعني الجميع قولا وفعلا.
مثل هذه المشاركة, مهما كان شكلها ونوعها, ومهما بدت في بعض حالاتها أو مظاهرها تعكس تطوراً فعليا نتيجة لسنوات طويلة من افتقادنا للغة الحوار الحقيقية في حياتنا, مثل هذه المشاركة تبدو للجميع أكثر من ضرورية لأنها تؤسس لقبول الآخر.
وإذا كان البعض يتساءل عن جدوى هذا الحوار بالنظر إلى آليات حياتنا التي تفتقد إلى الديناميكية, في عدد من المواقع والقرارات, فإن ما نستطيع أن نؤكده هنا هو أن هذا الواقع يفرض على الجميع المشاركة, ويفرض على أصحاب القرار إفساح المجال, وينبغي أن نتمسك بهذا (الحق الذي يعاد إلينا) مهما تكن النتائج لأن ذلك هو الأمر القادر على فتح الباب لتحقيق ما ننشده اليوم.