وكانت أفشل من أنجح محاولة للبوح بسر لإمرأة والطلب منها ألا تفشيه, فالمرأة كما سمعت أسرع وسيلة لنقل الأنباء على أرض الواقع.
وهنا أعترف أن مقاومتي تنهار أمام عدة أرقام واعدة بجائزة مالية كبرى تعلن عنها إذاعات باعة اليانصيب المتحركة بأصواتهم الخشنة (50 مليون)... (50 مليون)..
في لحظة ما قد يكون من الصعب مقاومة إغراء الحصول على هذه الثروة, مادام سعر البطاقة ليس مكلفا وهو الذي ندفعه لنحلم ولشراء ضربة حظ خارج مقولة العمل وقطف ثماره اليانعة إلا أن البعض قد يكون له موقف من هذه الثروة حيث يقول إن (المال لا يصنع السعادة) ولكن يأتي الجواب مسرعا وساخرا (تقصد مال الآخرين) لكن حتى مال الآخرين يمكن أن يصنع سعادة فيما لو استثمر في إنتاج الخير, وحتى مال الجائزة الكبرى لليانصيب يمكن أن يساهم في صنع هذه السعادة لو وضعت عليه بعض الشروط المقبولة لاستثمار جزء منه في مشاريع تعاونية صغيرة أو زرع حديقة في الحي لتعود بالنفع المادي والمعنوي على الجميع ولتكون مثالا للغير في إنتاج الخير.
وأخيرا إن أقبلت الدنيا أو ولت هاربة كالسابق من المرات, يبقى السؤال: لماذا أكرر أنا أو غيري المحاولة, وّلم نقبل أن تصطادنا ورقة اليانصيب الشديدة الإغراء في تصفيات نهاية العام?!