لا لأحابيله..الجولان سوري الهوية والانتماء.. كان كذلك وسيظل إلى الأبد,ولن تغير من هذه الحقيقة الجغرافية والتاريخية سياسات التدجين والتدجيل والتهويد والطمس والتزوير في شيء.
وضمن سياق هذه الثورة المتواصلة,كان الاعتصام الجماهيري الحاشد الذي نفذه أبناء الجولان في ذكرى قرار الضم الإسرائيلي قبل يومين, تجديداً منهم لرفض القرار وكل ما صدر عن سلطات الاحتلال تنفيذاً له بدءاً من استبدال الهوية وانتهاء بتطبيق القوانين الإسرائيلية كتعبير عن سياسة التهويد والسلب وتغيير حقائق الانتماء والهوية.
وكان طبيعياً أن تترك هذه الثورة المتتابعة إلى جانب التحرك الدائم لسورية باتجاه تنبيه المجتمع الدولي إلى مخاطر استمرار احتلال الجولان على مستقبل السلم والأمن الإقليميين والدوليين, أثرها البالغ في إبقاء مسألة الجولان قضية حية حاضرة أمام الأمم المتحدة ولجانها المعنية بقضايا الاستعمار والاحتلال ومصير المناطق المحتلة , وحق سكانها بالتحرر والعودة إلى وطنهم الأم بحكم انتمائهم الوطني جغرافياً وتاريخياً.
وفي إطار أصداء هذه الثورة وفاعلية تأثير التحرك الدبلوماسي النشط لسورية, صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في أقل من أسبوعين بين الأول والحادي عشر من كانون الأول الحالي, قراران على درجة بالغة من الأهمية حول الجولان; الأول, يؤكد على ضرورة انسحاب إسرائيل الكامل إلى خط الرابع من حزيران 1967 لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة, والثاني يطالب إسرائىل بالامتثال للقرارات الدولية المتعلقة بالجولان السوري المحتل والتي تعتبر جميع التدابير التي تتخذها لاغية وباطلة,وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولاتفاقية جنيف.
وفي المغزى لهذين القرارين, فإن إسرائيل بسبب سياستها التوسعية ونزعتها الاستعمارية وتمردها على الشرعية الدولية برفض الاستجابة لقراراتها الخاصة بالانسحاب من الجولان تعيش عزلة دولية خانقة, مقابل تأييد المجتمع الدولي لمواقف سورية وتضامنه معها في كفاحها من أجل سلام عادل شامل, وتصميمها على استعادة الجولان باعتباره جزءاً لا يتجزأ من أرضها, وباعتبار سيادتها الوطنية لاتكتمل إلا بتحريره وتخليص أبنائه من رجس الاحتلال.
لقد ربطت الجمعية العامة للأمم المتحدة السلام في المنطقة بعودة الجولان إلى الوطن الأم وإلغاء قانون الضم الإسرائيلي بكل ما ترتب عليه من نتائج, واعتبرت تحرير الجولان جزءاً متمماً لسياسة تصفية الاستعمار.
وغني عن البيان هنا أن هذا الربط يشكل ترجمة دولية لرسالة الأهل في الجولان التي تحملها مشاعر رفضهم الثابت للاحتلال, بقدر ما يشكل رسالة دولية لإسرائيل تقول إن الجولان هو مفتاح السلام الحقيقي في المنطقة ومن المحال على قوة احتلال أن تنعم بالأمن في ظل رفضها التخلي عما تحتله من أرض وتسيطر عليه من سكان يرفضون سلطتها ويتحدون قراراتها ولايرضون بديلاً عن انتمائهم الوطني والقومي, لأن الاحتلال نقيض السلام, وليت إسرائيل تستذكر هنا وديعة رابين حتى تدرك أهمية الانسحاب من الجولان بالنسبة لسلام المنطقة واستقرارها.