تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الخميس 16/12/2004م
محمد خير الجمالي
لم تهدأ ثورة أهلنا المناضلين في الجولان ضد الاحتلال الإسرائيلي الجائر على مدار ثلاثة وعشرين عاماً, فمن عصيان إلى آخر ومن انتفاضة إلى أخرى, شكلت جميعها مضمون رسالة وقضية واحدة تقول: لا للاحتلال..

لا لأحابيله..الجولان سوري الهوية والانتماء.. كان كذلك وسيظل إلى الأبد,ولن تغير من هذه الحقيقة الجغرافية والتاريخية سياسات التدجين والتدجيل والتهويد والطمس والتزوير في شيء.‏

وضمن سياق هذه الثورة المتواصلة,كان الاعتصام الجماهيري الحاشد الذي نفذه أبناء الجولان في ذكرى قرار الضم الإسرائيلي قبل يومين, تجديداً منهم لرفض القرار وكل ما صدر عن سلطات الاحتلال تنفيذاً له بدءاً من استبدال الهوية وانتهاء بتطبيق القوانين الإسرائيلية كتعبير عن سياسة التهويد والسلب وتغيير حقائق الانتماء والهوية.‏

وكان طبيعياً أن تترك هذه الثورة المتتابعة إلى جانب التحرك الدائم لسورية باتجاه تنبيه المجتمع الدولي إلى مخاطر استمرار احتلال الجولان على مستقبل السلم والأمن الإقليميين والدوليين, أثرها البالغ في إبقاء مسألة الجولان قضية حية حاضرة أمام الأمم المتحدة ولجانها المعنية بقضايا الاستعمار والاحتلال ومصير المناطق المحتلة , وحق سكانها بالتحرر والعودة إلى وطنهم الأم بحكم انتمائهم الوطني جغرافياً وتاريخياً.‏

وفي إطار أصداء هذه الثورة وفاعلية تأثير التحرك الدبلوماسي النشط لسورية, صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في أقل من أسبوعين بين الأول والحادي عشر من كانون الأول الحالي, قراران على درجة بالغة من الأهمية حول الجولان; الأول, يؤكد على ضرورة انسحاب إسرائيل الكامل إلى خط الرابع من حزيران 1967 لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة, والثاني يطالب إسرائىل بالامتثال للقرارات الدولية المتعلقة بالجولان السوري المحتل والتي تعتبر جميع التدابير التي تتخذها لاغية وباطلة,وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولاتفاقية جنيف.‏

وفي المغزى لهذين القرارين, فإن إسرائيل بسبب سياستها التوسعية ونزعتها الاستعمارية وتمردها على الشرعية الدولية برفض الاستجابة لقراراتها الخاصة بالانسحاب من الجولان تعيش عزلة دولية خانقة, مقابل تأييد المجتمع الدولي لمواقف سورية وتضامنه معها في كفاحها من أجل سلام عادل شامل, وتصميمها على استعادة الجولان باعتباره جزءاً لا يتجزأ من أرضها, وباعتبار سيادتها الوطنية لاتكتمل إلا بتحريره وتخليص أبنائه من رجس الاحتلال.‏

لقد ربطت الجمعية العامة للأمم المتحدة السلام في المنطقة بعودة الجولان إلى الوطن الأم وإلغاء قانون الضم الإسرائيلي بكل ما ترتب عليه من نتائج, واعتبرت تحرير الجولان جزءاً متمماً لسياسة تصفية الاستعمار.‏

وغني عن البيان هنا أن هذا الربط يشكل ترجمة دولية لرسالة الأهل في الجولان التي تحملها مشاعر رفضهم الثابت للاحتلال, بقدر ما يشكل رسالة دولية لإسرائيل تقول إن الجولان هو مفتاح السلام الحقيقي في المنطقة ومن المحال على قوة احتلال أن تنعم بالأمن في ظل رفضها التخلي عما تحتله من أرض وتسيطر عليه من سكان يرفضون سلطتها ويتحدون قراراتها ولايرضون بديلاً عن انتمائهم الوطني والقومي, لأن الاحتلال نقيض السلام, وليت إسرائيل تستذكر هنا وديعة رابين حتى تدرك أهمية الانسحاب من الجولان بالنسبة لسلام المنطقة واستقرارها.‏

 

 محمد خير الجمالي
محمد خير الجمالي

القراءات: 30384
القراءات: 30391
القراءات: 30386
القراءات: 30388
القراءات: 30386
القراءات: 30388
القراءات: 30384
القراءات: 30392
القراءات: 30388
القراءات: 30385
القراءات: 30385
القراءات: 30386
القراءات: 30389
القراءات: 30386
القراءات: 30385
القراءات: 30391
القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30388
القراءات: 30389
القراءات: 30389
القراءات: 30384
القراءات: 30392
القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30392
القراءات: 30389
القراءات: 30388
القراءات: 30386
القراءات: 30381
القراءات: 30388
القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30385
القراءات: 30382
القراءات: 30381
القراءات: 30384
القراءات: 30389
القراءات: 30385
القراءات: 30390
القراءات: 30386
القراءات: 30391
القراءات: 30390
القراءات: 30387

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية