تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الخميس 16/12/2004م
اسماعيل جرادات
قبل أيام وعلى وجه التحديد اليوم التاسع من الشهر الجاري , كان اليوم العالمي لمكافحة الفساد , هذا اليوم الذي جاء بناء على اقتراح من منظمة الشفافية العالمية غير الحكومية , وتبنته منظمة الأمم المتحدة ,

كون تلك المنظمة - أي منظمة الشفافية - تريد للناس أن يعيشوا في جزر من النزاهة والشفافية بعيداً عن الفساد المالي والإداري المنتشرين في غالبية دول العالم ,وخاصة في دول العالم الثالث ونحن منها , وعجز المؤسسات الرقابية عن محاسبة هذا ( الغول) الذي بات يلتهم ليس فقط جهود التنمية بل كل جهد تطويري, حتى بتنا متأكدين أن للفساد وللمفسدين شبكات متشعبة الأطراف والجهات, منها حكومية ومنها ماهو غير حكومي تشارك هؤلاء الفاسدين في ممارسة فسادهم في المؤسسات والوزارات التي يديرونها ,حتى بتنا نتشوق سماع محاسبة أي منهم ولو شكلياً .‏

قد نستغرب أن يخصص يوم عالمي لمحاربة الفساد والمفسدين تقره الأمم المتحدة كونهما يعرقلان عملية التنمية , ويؤزمان المشكلات الاجتماعية.‏

وقد نستغرب أيضا أن مقدار المبالغ المدفوعة كرشاوى في صيغ متعددة / رشاوى نقدية عينية - إبرام عقود - نهب وسلب المال العام وفق الأنظمة .. إلخ / وصل الى ألف مليار دولار حسب ما أشارت إليه المنظمة العالمية للشفافية , وطبعاً بلدنا يدخل في هذه الحسابات لكثرة الفاسدين في مؤسساتنا العامة وخاصة الاقتصادية وبطرق مقوننة.‏

بطبيعة الحال مخاطر الفساد عندنا وعند غيرنا من الدول تتعدى الحدودية الفردية, كون ممارسوه هناك من يحميهم ويدافع عنهم من المسؤولين وصناع القرار , حتى ينتابنا شعور بالإحباط تجاه مناقشة هذا الموضوع وهنا نسأل :‏

لماذا تبدو الأمور تجاه محاسبة الفاسدين على ما هي عليه منذ سنوات مع العلم أن الحديث يطول منذ فترة حول هذه المسألة وضرورة محاسبة مرتكبيها ?!‏

وبالتالي كيف يمكن إصلاح تلك الأمور على الرغم من التأكيد على ضرورة وضع الخطوات الفعلية لإنهاء هذه الحالة من خلال تطوير النظم الإدارية والاقتصادية وإصلاحها , وتأهيل الكوادر الكفوءة التي يمكنها أن تكون بديلة للإدارات الحالية التي نستطيع القول عن غالبيتها في هذه المناسبة أنها غارقة بالفساد وقد أشرنا في اكثر من زاوية الى بعض المؤسسات الاقتصادية التي تمارس إداراتها الفساد, الأمر الذي جعل من هذه المؤسسات إقطاعيات للمديرين العامين .‏

في كل الأحوال الفساد الذي مر يومه العالمي قبل أيام لم يكن محطة حقيقية تم من خلالها تبني محاربة الفاسدين ومحاسبتهم , وكنا نتمنى نحن في سورية أن تصدر الحكومة في هذا اليوم قرارات جريئة تحاسب من خلالها كل الفاسدين في مؤسساتنا العامة وخاصة الاقتصادية منها , لكن على مايبدو أن أمنياتنا شيء والواقع شيء آخر , وطالما الأمر كذلك نتمنى على الأمم المتحدة أن تحدد يوماً عالمياً ل¯ ( النزاهة ),هذا المصطلح الذي بات أضعف المصطلحات كونه بات حالة خاطئة من قبل ممارسيه على الرغم من حالة الشفافية التي تتمتع بها كلمة (النزاهة) تلك ..‏

إننا بحاجة ماسة لممارسة الشفافية التي يحاسب من خلالها كل الفاسدين الذين استغلوا مواقع عملهم وليكن اليوم العالمي لمحاربة الفساد مقدمة لاتخاذ الإجراءات الكفيلة للحد من هذه الظاهرة الخطرة على التنمية وتطورها .‏

 

 اسماعيل جرادات
اسماعيل جرادات

القراءات: 30385
القراءات: 30387
القراءات: 30389
القراءات: 30383
القراءات: 30396
القراءات: 30385
القراءات: 30386
القراءات: 30388
القراءات: 30392
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30387
القراءات: 30388
القراءات: 30397
القراءات: 30388
القراءات: 30390
القراءات: 30390
القراءات: 30390
القراءات: 30388
القراءات: 30389
القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30385
القراءات: 30388
القراءات: 30387
القراءات: 30385
القراءات: 30386
القراءات: 30386

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية