اذاً النشر متاح للجميع , وقول الرأي يمارسه الجميع, لكن لا بد من معايير تحكم عملية النشر هذه , والتلاعبات التي تتم على هذه الشبكة, لا أقصد هنا الرقابة , لأنها غير ممكنة أساساً , بل أقصد الأخلاق, اذ لامعنى ولامبرر لاستخدام شبكة عملاقة من أجل الإساءة إلى شخصية معروفة, وتشويه صورتها, ليس على مواقف أو آراء قالتها هذه الشخصية, وإنما لأن مزاج التشويه لدى أحدهم وصل إلى مرحلة الشذوذ لا أكثر , وعلى الفنان أو الشخصية العامة أن تتحمل هذا الشذوذ وأن تصمت!
كأننا بمثل هذا السلوك ننتقل من النقيض إلى النقيض, كأن الحرمان يدفع بطرف إلى استباحة الآخر , دون سبب أو مبرر .
نعرف جميعاً, حالات كثيرة تعرضت لها شخصيات عامة, مثل الإشاعة, وكان يكفي أي شخصية أن تكذب ما يقال حتى يخف تواترونقل الإشاعة, لكن شبكة الانترنت, والقدرة على التلاعب بالصورة, حول هذا الأمر إلى سلوك شاذ, لايمكن لأحد أن يوقفه ,سوى الأخلاق التي يجب ان يتمتع بها أحدنا, ولو بالحدود الدنيا,أو دون مثل هذا الرادع,سنرى على هذه الشبكة الكثير خاصة أن أحداً, لن يستطيع أن يعرف من وراء هذا الموضوع أو تلك الصورة.
أعتقد أنه كلما تعاظمت فرص النشر,وقلّت الرقابة على الافراد,يجب أن ترتفع الروادع الاخلاقية لدى الافراد والا سنعيش داخل غابة الكترونية لاتحلل ولاتحرم!
مرة أخيرة, الاخلاق هنا ضرورة,تتأكد معها, أن الانسان في المحصلة ليس تكنولوجيا مهما تطورت,وانما افكار يحملها في ذاته قبل أن ينقلها على الورق او على اي مطبوعة اخرى, وحين يعرف هذا الانسان ماله وما عليه, لاخوف من شيء أو أحد, لكن الخوف يكون حين لايرى أحدنا حدوداً يجب أن يقف عندها,فالانفلات عندئذ سيضرب الجميع,وهو لن يفيد لامبتدعه ولا المتضرر منه.