- الفاجر وهو يتحدث عن الفضيلة.
-الكذّاب وهو يتحدث عن الصدق.
-اللص وهو يتحدث عن الأمانة.
- الفاشل وهو يتحدث عن طعم النجاح.
تذكرت هذا القول, وأنا أتابع بعض المقالات التي يلطم فيها أصحابها خدودهم, حزناً وأسفاً على واقع الإعلام السوري. والغريب في الأمر, أن هؤلاء, هم أنفسهم من دبّج مئات المقالات في صحفه, وأعدَّ وكتب مئات البرامج في قنوات تلفازه, وقد بدا لي الأمر, في شكله الظاهري على الأقل, وكأنما صحوة عصفت بضميرهم, فأخذت معها كل حقيقة من أحداث الواقع, المسجلة بالكلمات والأرقام.
النجاح له أكثر من أب, بينما الفشل, كاليتيم على مائدة اللئيم, ومع هذا, فإن اللئام, تنصلوا من عمليات التفشيل التي مارسوها, ورفعوا رايات ( الحق) بعد أن كان لهم ما كان, من ومن ومن..
أتساءل: كم من المديرين عبروا من هنا, بعد أن مارسوا عمليات التهميش والإقصاء والموت الرحيم ضد مرؤوسيهم, وكم من أصحاب المواقع والمفاصل, أشرعوا أبواب دكاكينهم للشعارات الرنانة والهجوم إلى الوراء, وكم من المحررين كتبوا مقالات مسبقة الدفع, دون تكليف أو تشريف.
الإعلام السوري, الذي صنعناه جميعاً, إما بكلماتنا أو بصمتنا, وأكلنا أخضره ويابسه, نجده اليوم, ضحية أقلامنا, وكأنه الجلاد ونحن الضحية.
الشهرة ممكنة, والسعي إليها عمل مشروع.. ولكن أي فجيعة سيصاب بها ذلك الأعرابي, لو أنه عاش هذه الأيام, وقرأ ما يُكتب, وسمع ما يقال, وشاهد بأم عينه تلك الجنازاااااااااااااات.