تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الجمعة 17/12/2004م
قاسم البريدي
عودة الطيور المهاجرة إلى أعشاشها.. ما أروعها عندما تولد من فكر المغتربين أنفسهم.. وما أجملها من صدق وانتماء..

خصوصا وأنها تجسد دعوة السيد الرئيس بشار الأسد للمغتربين في مؤتمرهم الأول بدمشق ليساهموا في التواصل الحضاري بين بلادهم الجديدة ووطنهم الأم.‏

الفكرة التي أبدعها المغتربون هي تأسيس جمعية سكنية لأبناء الجالية السورية في ألمانيا الذين يزيد عددهم عن 100 ألف, وسرعان ما لاقت الاستجابة في ترخيصها من وزارة الإسكان خلال بضعة أيام فقط وإعداد قروض لها من المصرف العقاري تصل إلى 70% لتمويل الأرض والخدمات الأساسية.‏

والجمعية ستكون نموذجاً يحتذى للتواصل الإنساني والحضاري بين سورية وألمانيا من خلال بناء قرى وتجمعات سكانية ذات طابع عمراني ألماني معاصر, بكل ما فيها من مساكن وحدائق وملاعب ومسابح ومجهزة بتدفئة مركزية وغيرها في ثلاث محافظات دمشق وحلب واللاذقية, ويمكن تعميمها مستقبلا على باقي المحافظات.‏

تفاصيل تسر الخاطر شرحها ثلاثة من أعضاء مجلس إدارة الجمعية عندما استضافتهم (الثورة) مؤخرا أثناء زيارتهم لسورية, وأهمها الحماس الشديد للانتساب للجمعية التي لم تكمل شهرها الأول ومن كل المقاطعات الألمانية خصوصا وأنها تلبي متطلباتهم من المزارع والمساكن العادية والاصطيافية.‏

ولا يكمن السر في نقل العمران الألماني المعاصر إلى دمشق وحلب المتميزتين بالعمران العربي والشرقي المميز وحسب, بل أن يشعر المغترب بأن له مكانا يأويه ويحميه من غائلة الغربة ويحقق له الاستقرار.‏

والأهم من ذلك أن أبناء المغتربين من أمهات أجنبيات سيجدون منازلهم مفتوحة تنتظر قدومهم بعيدا عن الفنادق, وللحفاظ على لغة الآباء حيث سيكون في التجمعات السكنية مراكز لتعليم اللغة العربية خلال فترة الصيف أو العطلة المدرسية الانتصافية .‏

إنها بداية تسر المغتربين السوريين في الخارج الذين يصل عددهم إلى أكثر من 17 مليون نسمة حيث سيصبح لديهم نموذجا يحتذى وبإمكان كل جالية في كل بلدان الاغتراب إقامة جمعية سكنية خاصة بها..‏

وإذا كنا نثني على مؤسسي جمعية المغتربين السوريين في ألمانيا, فإننا في الوقت نفسه نثني على وزارة المغتربين ونأمل أن تلبي جميع متطلبات المغتربين من خلالها بعيدا عن الروتين والبيروقراطية..‏

ومن المهم متابعة نشاطاتها عبر الروابط في المغتربات والمؤتمرات الخارجية والداخلية التي تؤدي ثلاث وظائف أساسية هي:‏

- تمتين علاقات الأسرة السورية المغتربة وتعزيز انتمائها لوطنها.‏

- تقوية علاقات المغتربين مع الوطن من خلال تعليم اللغة العربية في المدارس والمراكز الثقافية وغيرها.‏

-الاستفادة من خبراتهم وإمكانياتهم في بناء الوطن وتطويره اقتصاديا وعلميا.‏

ولا ننسى أخيرا دور الإعلام الموجه للمغتربين والموجه إلى بلدان الاغتراب لتصحيح النظرة الخاطئة التي يصنعها اللوبي الصهيوني, خصوصا وإن كسب الرأي العام العالمي ليس صعبا من خلال وقائع وأمثلة عن حضاراتنا العربية وحقوقنا المغتصبة.‏

 

 قاسم البريدي
قاسم البريدي

القراءات: 30387
القراءات: 30384
القراءات: 30385
القراءات: 30380
القراءات: 30379
القراءات: 30380
القراءات: 30381
القراءات: 30383
القراءات: 30382
القراءات: 30381
القراءات: 30381
القراءات: 30386
القراءات: 30382
القراءات: 30385
القراءات: 30383
القراءات: 30390
القراءات: 30383
القراءات: 30380
القراءات: 30380
القراءات: 30383
القراءات: 30384
القراءات: 30377
القراءات: 30376
القراءات: 30382
القراءات: 30381
القراءات: 30378
القراءات: 30382
القراءات: 30382
القراءات: 30378

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية